كشفت جبهة البوليزاريو نهاية الاسبوع أمام أعضاء اللجة الرابعة لمنظمة الأممالمتحدة المكلفة بتصفية الاستعمار ان الشرط المسبق للمغرب بفرض مخطط الحكم الذاتي كحل وحيد للنزاع في الصحراء الغربية هو الذي أوصل مفاوضات منهاست الى طريق مسدود. وقال أحمد بوخاري ممثل جبهة البوليزاريو في الاممالمتحدة أن المفاوضات الاخيرة بمنهاست الامريكية لم تحرز أي تقدم حتى فيما يتعلق بإرساء بعض اجراءات الثقة بين الجانبين الصحراوي والمغربي التي اقترحتها المنظمة الأممية بسبب الشرط المسبق المغربي المتمثل في الحكم الذاتي. وجاءت تصريحات المسؤول الصحراوي أمام المشاركين في الدورة السنوية للجنة الرابعة الاممية المكلفة بتصفية الاستعمار والتي انطلقت اشغالها الاثنين الماضي بنيويورك بحضور العديد من المنظمات والجمعيات الدولية المناهضة للاستعمار. وتصر الرباط على اعتماد مخططها للحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض بالرغم من ان نص اللائحة الاممية رقم 1754 الصادرة نهاية شهر أفريل2007 دعت طرفي النزاع الصحراوي الشروع في مفاوضات مباشرة من دون شروط مسبقة تفضي الى استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية وهو ما يتناقض نصا وروحا مع سياسة الأمر الواقع المغربي. وهو الواقع الذي جعل ممثل جبهة البوليزاريو في الهيئة الأممية يؤكد انه في حال لم يتم سحب هذا الشرط المسبق فلا يمكن بكل بساطة تحقيق أي تقدم جوهري في الجولات المقبلة وهو مايجعل هذه المفاوضات تدور في حلقة مفرغة. ورغم أن مفاوضاتها مع المغرب آلت الى طريق مسدود فإن جبهة البوليزاريو أكدت استعدادها مواصلة العملية السلمية والتعاون مع المجموعة الدولية لتسوية النزاع في الصحراء الغربية الذي دخل عقده الرابع وفقا للشرعية الدولية المقرة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وقال احمد بوخاري "نحن مستعدون لتقديم ما يجب تقديمه واخذ ما يمكن اخذه ومستعدون للتفاوض حول كل شيء ما عدا حق تقرير المصير واستقلال شعبنا". وأكد أن الصحراء الغربية ليست مقاطعة مغربية حتى يفرض على سكانها الحكم الذاتي، في تأكيد واضح على رفض جبهة البوليزاريو للمقترح المغربي رفضا قاطعا. وجددت جبهة البوليزاريو موافقتها الرسمية خلال أشغال اللجنة الرابعة على تعيين الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس مبعوثا شخصيا للأمين العام الأممي في الصحراء الغربية، وأعربت عن استعدادها لمواصلة العملية السلمية في حين لم يرد من المغرب أي تصريح رسمي في هذا الشأن. وكانت الرباط أعربت عن استيائها لرفض مجلس الامن الدولي تجديد عهدة الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم لكنها رفضت الاقرار أن رحيل هذا الاخير جاء تحت ضغط جبهة البوليزاريو التي رفضت اجراء أي مفاوضات تحت اشراف فالسوم، بعدما خلع قبعة الوسيط الدولي وفقد ثقتها وثقة الشعب الصحراوي. وعين الامين العام الاممي الدبلوماسي الامريكي كريستوفر روس لمباشرة دور الوسيط الدولي في النزاع الصحراوي بعدما رفض مجلس الامن الدولي تجديد عهدة الدبلوماسي الهولندي بيتر فان فالسوم على خلفية تصريحاته غير المنطقية التي اعتبر خلالها استقلال الصحراء الغربية بالأمر غير الواقعي في انحياز مفضوح إلى الطروحات المغربية الزاعمة بمغربية الصحراء الغربية. وهي التصريحات التي أثارت استياء المسؤولين الصحراويين وكل المدافعين عن القضية الصحراوية وطالبوا من مجلس الامن تعيين شخصية تتمتع بصفات الوسيط الدولي، بحيث لا تكون منحازة الى أي طرف من اجل اعطاء فرصة لانجاح مفاوضات السلام بين الجانبين. ونالت القضية الصحراوية حصة الأسد في المداخلات والنقاشات لتي شهدتها الدورة السنوية للجنة الرابعة التي انطلقت اشغالها منذ الاثنين الاخير بمقر الاممالمتحدةبنيويورك. وقد أكد معظم المشاركين على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره وفي هذا السياق دعت مجموعة البلدان الافريقية ومجموعة الكراييب الى استكمال مسار تصفية الاستعمار في آخر مستعمرة في القارة السمراء والى ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وتزامنا مع ذلك أعلنت مصادر صحراوية نهاية الاسبوع أن الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز من المقرر أن ينتقل الى مدينة نيويوركالأمريكية منتصف الشهر الجاري للقاء الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة لإثارة الوضع الحالي لمسار السلام في الصحراء الغربية وآفاقه في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها القضية الصحراوية. وستكون زيارة الأمين العام لجبهة البوليزاريو إلى نيويورك الثانية من نوعها منذ تولي بان كي مون مهامه كأمين عام للمنظمة الأممية مطلع عام 2007 خلفا لسابقه كوفي عنان. كما سيجري الرئيس محمد عبد العزيز بهذه المناسبة لقاءات مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في مسعى آخر للدفع بمسار تسوية النزاع الصحراوي القائم بين جبهة البوليزاريو والمغرب منذ أزيد من ثلاثة عقود.