حذر سفير دولة فلسطينبالجزائر أحمد عبد الرازق السلمان أمس، من مغبة استمرار الوضع المتوتر وحالة الانقسام التي يعاني منها البيت الداخلي الفلسطيني منذ مدة مما يدفع بالقضية الفلسطينية باتجاه الضياع· وقال السفير الفلسطيني لدى تنظيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالتنسيق مع سفارة فلسطين أمس، ليوم تأبيني بمناسبة مرور أربعينية الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية بمقر السفارة بالجزائر، أن القضية الفلسطينية تتواجد حاليا في منعطف خطير قد يلحق بها هزيمة كبيرة إذا لم يسارع الفلسطينيون إلى توحيد الصف والترفع عن الخلافات الداخلية خدمة للمصلحة الوطنية· واعتبر أن الفلسطينيين مسؤولون قبل غيرهم على حالة التمزق التي يشهدها الداخل الفلسطيني داعيا كل الفصائل والأحزاب السياسية إلى الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية والتمسك ببرنامجها الوطني الذي قال بأنه يمثل السبيل الوحيد لتحقيق كل آمال الفلسطينيين وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف· وكانت مناسبة تأبينية "حكيم الثورة الفلسطينية" فرصة للسفير الفلسطيني الحديث عن الإنجازات التي حققتها منظمة التحرير الفلسطينية وفي مقدمتها الإعلان عن وثيقة الاستقلال عام 1988 انطلاقا من أرض الجزائر· وقال في هذا السياق أنه منذ ذلك التاريخ أصبحت الحركة السياسية الفلسطينية تحظى باعتراف دولي مما ساهم في التعريف أكثر بالقضية الفلسطينية وإيصال صوت شعب سلبت منه كل حقوقه جراء الاحتلال الصهيوني في كامل أنحاء العالم·ولكن التعريف بالقضية الفلسطينية كان وراءه أيضا رجال عظماء أمنوا بشرعيتها وقدموا حياتهم وكل ما يملكون في سبيل فلسطين· وعدد من بينهم الدكتور جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والذي رحل عن هذه الدنيا دون أن يرى حلمه وحلم كل الفلسطينيين والعرب يتحقق في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف· وأشاد السفير الفلسطيني بخصال الفقيد الذي كان يُلقب بحكيم الثورة وهو الوصف الذي أطلقه عليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات· وقال بأن فلسطين كانت بالنسبة له فوق كل اعتبار وأنه استطاع ترسيخ الخيار الديمقراطي ولم يسمح أبدا باستعمال السلاح لتسوية الخلافات الداخلية· وهو الأمر ذاته الذي أكده ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين صلاح محمد الذي اعتبر أنه رغم الألم والفراغ الرهيب الذي تركه رحيل حكيم الثورة الفلسطينية والمناضل الكبير جورج حبش، إلاّ أن ذلك ساهم ولو لبضع ساعات في التئام اللحمة الفلسطينية من خلال مشاركة كل الأحزاب السياسية والفصائل الفلسطينية في تشييع جنازته· وقال أن رحيله أحدث اختراقا للمناخ السلبي الذي تشهده الساحة الفلسطينية من خلال الأيام التأبينية والحفلات التكريمية التي شهدتها كل المدن والبلدات الفلسطينية والتي شارك فيها كل الفلسطينيين بمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية عرفانا منهم بنضال وكفاح الفقيد جورج حبش· وشهد هذا اليوم التأبيني حضور العديد من الشخصيات الوطنية وممثلي الأحزاب السياسية الذين جاؤوا للتعبير عن تضامنهم ودعمهم الثابت واللا مشروط لنضال الشعب الفلسطيني والذين أشادوا بدورهم بخصال الراحل جورج حبش الذي عرفوه رجلا مناضلا· وفي هذا السياق اعتبر المجاهد عبد الحميد مهري والأمين العام الأسبق لجبهة التحرير الوطني، أن أحسن ما يمكن أن يهدى لروح الفقد التأكيد على أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال وستبقى محل اهتمام الجزائر شعبا وحكومة·ودعا بالمناسبة السلطات الجزائرية إلى الانسحاب مما قال انه يسمى بالعمل العربي المشترك الذي اعتبر أنه لا يفيد القضية في شيء وذهب إلى حد القول أنه أساء للقضية· وقال أنه حان الوقت لأن تتخذ الجزائر موقفا بعيدا عن العمل العربي المشترك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وأن تتحمل مسؤولياتها التاريخية إزاءها·وأكد أن الجزائر تبقى مفتوحة أمام كل الفلسطينيين لتسوية خلافاتهم الداخلية والتفرغ للأهم وهو محاربة الاحتلال ولم شمل أبناء الشعب الواحد في أرض محررة ودولة مستقلة· وهو الموقف ذاته الذي أعرب عنه باقي ممثلي الأحزاب السياسية الجزائرية الذين شددوا على أهمية توحيد الصف الفلسطيني·