احتضنت المكتبة الوطنية بالحامة أول أمس، وقفة رمزية لتوديع سفير دولة فلسطينبالجزائر احمد عبد الرازق السلمان بعد انتهاء مهمته في الجزائر والتي دامت عاما ونصف العام. وحضر حفل الوداع الذي غاب عنه السفير الفلسطيني لأسباب صحية عدد من اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر على غرار سفراء كل من مصر والاردن والعربية السعودية والامارات العربية والكويت وممثل عن سفارة ايران ووزراء سابقون مثل وزير الثقافة السابق لمين بشيشي وعمر صخري وزير التعليم الاسبق وممثلين عن الاحزاب السياسية الوطنية وشخصيات تاريخية ووطنية اضافة الى جمع غفير من الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر. وألقيت عدة كلمات في وداع السفير الفلسطيني عبرت في مجملها عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله العادل حتى استرداد كامل حقوقه المشروعة واقامته دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. واغتنم ممثل فصائل العمل الفلسطينية المعتمدة في الجزائر رفيق محمد صلاح هذه المناسبة للتعبير عن استنكار الفصائل الفلسطينية الشديد إزاء التفجيرات التي شهدها قطاع غزة مؤخرا وأدت الى مصرع خمسة اعضاء من كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس وطفلة في الخامسة من العمر. وقال ندين مسلسل التفجيرات في غزة كما ندين ردة الفعل العشوائية والمبالغ فيها من قبل أجهزة الأمن التابعة لحركة المقاومة الإسلامية المسيطرة أمنيا على قطاع غزة منذ أزيد من عام. ووجه ممثل فصائل العمل الفلسطينية المعتمدة بالجزائر دعوة ملحة الى القادة السياسيين الفلسطينيين سواء في رام الله أو غزة للعودة مجددا الى طاولة الحوار وحل خلافاتهم بأسلوب اكثر دبلوماسية خدمة للقضية الوطنية. وعبر عن امله في ان ترقى القيادات السياسية الفلسطينية إلى مستوى هذه القضية وان تتخذ من هذه الأعمال التخريبية محفزا لها للشروع في حوار وطني من دون أي تأخير. وقال أن المستفيد الوحيد من الاقتتال داخل البيت الفلسطيني تبقى إسرائيل التي رجح أن تكون أجهزتها الأمنية أو من يخدم إسرائيل وراء عملية تفجير شاطئ غزة بهدف زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد. من جانبه ألقى الدكتور أمين الزاوي المدير العام للمكتبة الوطنية، كلمة في حفل وداع السفير احمد عبد الرازق السلمان أشاد خلالها بخصال الرجل الذي قال وانه خلال مدة قصيرة لم تتجاوز العام والنصف على رأس السفارة الفلسطينية كان دائما الواقف والحاضر ورسول قضية فلسطين في الجزائر. وركز الدكتور أمين الزاوي في كلمته على أهمية تظاهرة "القدس عاصمة الثقافة العربية عام 2009 "، باعتبارها حادثة استثنائية ويجب تسخير كل الإمكانيات والوسائل من أجل إعطائها حقها. وكشف مسؤول المكتبة الوطنية عن مجموعة من الافكار من اجل ان تكون القدس عام 2009 عاصمة للثقافة ليست العربية فقط بل عاصمة لثقافة تكون موجهة للآخر. وقال نريدها أن تكون سنة الخطاب للآخر وعلينا ان نطلق قافلة كبيرة من الفنانين والكتاب والرسامين التشكيليين يجوبون العالم لتقديم صورة لمعاناة الشعب الفلسطيني من خلال الكتابة. وأضاف أنه من المنتظر ان يتم من خلال هذه التظاهرة تأسيس مكتبة فلسطينية افتراضية تدخل كل البيوت من اجل محاصرة الآخر. ودعا كل المهتمين الى جمع المخططات التي تتعلق بالقدس لتأسيس متحف كبير هو متحف القدس. وقال إننا نريدها فرصة للعمل مع مؤسسات محترفة في الترجمة حتى يتم ترجمة الثقافة الفلسطينية الى لغات أخرى ضمن وسيلة لفك الحصار عنها.