تتوالى الأيام والنتائج وتتشابه بالنسبة لفريق مولودية الجزائر، الذي يبدو أنه لم يعد قادرا على مواكبة الأحداث افريقيا ايضا، بعد أن تبخرت كل أحلامه في تدارك وضعه السيء وتحسين صورته وسط أنصاره ومحبيه، الذين فاجأتهم آخر هزيمة مذلة في هراري، برسم ذهاب الدور الثاني من منافسات رابطة أبطال افريقيا للأندية، حيث دخل مرماهم اربعة اهداف مقابل هدف واحد، قد لا يكون له أي تأثير ايجابي في لقاء العودة الذي سيجري بعد اسبوعين بالجزائر. أنصار ''العميد'' وبعد هذا التعثر في مسار كبير الأندية الجزائرية، يتساءلون عن المصير الذي ينتظر فريقهم وكيف يمكن تحضير الدواء المعالج وفي أية صيدلية، وهل بإمكان مسيريه اخراجه من الغيبوبة التي ادخلته غرفة الإنعاش... هزيمة ''العميد'' أول أمس بهراري بنتيجة ( 4-1) أمام أف سي . ديناموس الزيمبابوي في مباراة الذهاب، قد تكون كافية لإنهاء موسم التشكيلة العاصمية، التي ستكون مجبرة بعد الآن على التفرغ للبطولة الاحترافية لوقف تقهقرها نحو الهاوية والسقوط. كما أن هذه الهزيمة قد كشفت بما لا يدع أي مجال للشك، أن ''العميد'' لا يملك تشكيلة تنافسية، خاصة على المستوى الإفريقي، وهي قناعة بات يدركها محيط ''العميد'' اكثر من غيره، بدليل ان كل التعاليق التي اعقبت هذا الإخفاق كانت كلها تجمع على القول بأنه يستحيل على المولودية اللعب على أية جبهة، سواء البطولة الوطنية، كأس الجمهورية أورابطة أبطال إفريقيا، وأن الأمل في رؤية تشكيلة ''العميد'' تسترجع عافيتها لا يوجد سوى في أذهان مسيريها، الذين يتحملون كل مسؤولية ما يعاني منه هذا النادي من وهن في جميع مفاصيله، بعدما فشلوا قبل انطلاق الموسم في تدعيمه بلاعبين ذوي مستوى جيد، لأن الخلل الكبير الموجود في الفريق له علاقة مباشرة بهذا الجانب وليس بمستوى الطاقم الفني، حيث أن ذهاب المدرب ألان ميشال لم يغير أي شيء في مظهر هذا الفريق ولم تحدث الاستفاقة ولو بنسبة صغيرة. وقد وقف المدرب الجديد ل''العميد'' نور الدين زكري بكثير من الدهشة والذهول على هشاشة تشكيلته أثناء اللقاء ضد ديناموس الزيمبابوي، إلى درجة أنه صاح في وجه اللاعبين قائلا : '' أين هي الفائدة من إجراء تربص في اسبانيا؟''، في إشارة منه إلى التعب الكبير الذي ظهر على عناصره، حيث أنهت المباراة ضد ديناموس بصعوبة كبيرة. غير أنه (المدرب زكري) حاول اختلاق أسباب أخرى لإخفاء الضعف الذي ميز مردود لاعبيه، حيث اتهم الحكم دامون من جنوب إفريقيا، قائلا أنه أدار المباراة بحيلة كبيرة سهلت، حسب رأيه، مهمة المنافس لتسجيل الأهداف الأربعة بدون عناء كبير. مضيفا أن دامون كان ضحية تأثير الكواليس التي نشطت لصالح نادي ديناموس قبل انطلاق المباراة. وبالمقابل، لم يتحدث المدرب الجديد لمولودية الجزائر عن الأخطاء التي ارتكبها لاعبوه في هذا اللقاء، وأبرزها تلك التي تسببت في تسجيل ديناموس الهدف الثالث من طرف مهاجمه مونطوبا، الذي راوغ ثلاثة مدافعين وأسكن الكرة بسهولة تامة في شباك الحارس زماموش، الذي لم يحرك ساكنا في هذه اللقطة. وقد حاول زكري التقليل من وقع هذه الهزيمة، حيث قال أن فريقه سيقوم بكل ما في وسعه لقلب الموازين لصالحه في لقاء العودة. معتبرا أن الهدف الذي سجله المدافع بابوش سيكون له وزنه في إمكانية تحقيق التأهل إلى الدور القادم من هذه المنافسة.