واصلت القوات الموالية لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي اليوم الإثنين تقدمها باتجاه معاقل المعارضة المسلحة بشرق البلاد في الوقت الذي تتواصل فيه التحركات الدولية لبحث الأزمة الليبية وسبل التعامل معها حيث سيجتمع لاحقا بباريس وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى بهذا الشأن. وأعلن في هذا الصدد المتحدث بإسم الجيش الليبي في مؤتمر صحفي اليوم أن "القوات الحكومية تتقدم نحو مدن أخرى شرق البلاد من بينها مدينة بنغازي بعد أن تمت إستعادة السيطرة على مدينة الزاوية في الغرب و مدن بن جواد رأس لانوف و البريقة في الشرق". وأكدت تقارير اعلامية نقلا عن معارضين ان القوات الموالية للقذافى شنت ضربات جوية اليوم على بلدة اجدابيا الواقعة على بعد نحو 140 كيلومترا جنوبى بنغازى معقل المعارضة المسلحة. و حسب أحد المعارضين فقد " شوهدت حفرتين في اجدابيا ناجمتين عن الانفجارات قرب نقطة تفتيش تابعة للمعارضة عند المدخل الغربى للبلدة "وان "طائرة حلقت في الاجواء أربع مرات وقصفت أربع مرات". و أكدت عناصر من المعارضة أيضا بأن عددا من الضربات الجوية شنت صباح اليوم على أجدابيا. ووفقا لمصادر اعلامية فان أغلب المناطق التي كانت تسيطر عليها القوات المعارضة للنظام الليبي في شرق ليبيا أصبحت الآن "محررة" وتتجه القوات الموالية للنظام لتحرير بقية المناطق. ونقلت ذات المصادر عن متحدث عسكري ليبي قوله في مؤتمر صحفي ان "كل المناطق التي سيطرت عليها المعارضة حررت في كل من الزاوية ورأس لانوف والعقيلة وبوجواد وبشر في شرق" ليبيا. وأضاف المصدر أن البريقة كمدينة نفطية "مستهدفة من قبل المحتجين حررت" مؤكدا أن القوات المسلحة الليبية في طريقها لتطهير بقية المناطق. ومن جهتها، أكدت صحيفة /ليبيا اليوم/ عبر موقعها الالكتروني " تراجع كثير من عناصر المعارضة نتيجة للقصف الصاروخي على المدينة من قبل ميليشيات القذافي". وجاء الاعلان عن "تحرير البريقة" غداة استعادة قوات القذافي سيطرتها على مدينة رأس لانوف (615 كم جنوب شرق طرابلس) يوم أمس السبت حيث اجبرت قوات المعارضة على التراجع الى اطراف المدينة التى تضم واحدة من خمس مصاف نفطية في ليبيا. وأمام الوضع المتأزم بليبيا تتواصل الجهود الدولية لاحتواء الموقف حيث سيعقد وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى اجتماعا في وقت لاحق اليوم وغدا الثلاثاء بباريس لبحث الأزمة الليبية وسبل التعامل معها ولاسيما فيما يتعلق بفرض منطقة حظر جوى لحماية السكان المدنيين من القصف الجوى من قبل القوات النظامية. وكان مجلس جامعة الدول العربية قدا وافق على فرض مجلس الامن الدولى منطقة حظر جوي على ليبيا وهي الموافقة التي كانت الدول الغربية تشترطها للمضي قدما في هذا الاتجاه. و أعلن السيناتور الأمريكي شاك سكامر أن فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا "بات مرجحا بعدما أيدت الجامعة العربية الفكرة". وقال سكامر في برنامج "ميت ذا برس" على شبكة "ان بي سي" الأمريكية أمس الأحد إن "الجامعة العربية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) سيشاركون وأظن أن فرض منطقة حظر فوق ليبيا بات مرجحا حصوله قريبا". وعلى الصعيد الانساني طالبت الأممالمتحدة السلطات الليبية السماح لها بدخول المناطق الخاضعة لسيطرة كل من القوات الموالية لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي والمعارضة المسلحة وذلك لتقييم الإحتياجات الإنسانية في البلاد. ونقلت وسائل إعلام أممية يوم الأحد عن منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في ليبيا رشيد خاليكوف قوله بعد وصوله إلى العاصمة الليبية طرابلس أن مهمته تتركز في التفاوض مع حكومة ليبيا بشأن الترتيبات المتعلقة بإجراء تقويم سليم للاحتياجات الإنسانية في البلاد. وأضاف المسؤول الأممي أن الهدف الرئيسي هو التعرف على ما يدور ونأمل أن نتمكن من الحصول على موافقة جميع أطراف الصراع مشيرا إلى أن بعثته تأمل السماح لها بالوصول إلى كل مناطق الصراع. ويعاني السكان في المناطق التي ضربتها المواجهات من نقص في الطعام والدواء والمياه النقية.