مع انقضاء أربعة أسابيع على تفجير الثورة في ليبيا، اكتسب الثوار مزيدا من التكتيك العسكري من خلال معارك الكر والفر، مثلما حصل في منطقة البريقة، حيث تم أسر عشرات الأفراد من عناصر كتائب القذافي في كمين نصبه الثوار الذين تمكنوا من استرجاع المدينة، بعد ساعات من إعلان قوات القذافي تحرير ها من سيطرة الثوار. أعلن الثوار استرجاع البريقة، بعدما أُرغموا على الانسحاب من البلدة في وقت سابق. وأكد الناطق العسكري باسم الثوار العقيد حامد الحاسي أن الثوار تمكنوا من صد هجوم قوات القذافي واستعادوا المنطقة الصناعية، مشيرا إلى أنه تم قتل 25 جنديا وأسر 20 من أفراد قوات القذافي. وأوضح أن أن أهالي البريقة يحتفلون بتحرير المدينة بعد اشتباكات عنيفة جدا، وان الثوار طوقوا كتائب القذافي وحرروا المدينة كما حرّروا العوائل المحتجزين. وأضاف أن الثوار سيجعلون من البريقة خط دفاعهم الأول. وأضاف أن القوات الحكومية أجبرت على التراجع 20 كيلومترا من المدينة. من جانب آخر تحاول القوات الموالية للعقيد معمر القذافي التقدم باتجاه معاقل المعارضة المسلحة بشرق البلاد، واستهداف عدد من المناطق الليبية، بعد أن أخلى الثوار مناطق نفطية على رأس خليج سرت. وأعلن المتحدث باسم الجيش الليبي في مؤتمر صحفي أمس، أن ''القوات الحكومية تتقدم نحو مدن أخرى شرقي البلاد من بينها مدينة بنغازي بعد أن تمت استعادة السيطرة على مدينة الزاوية في الغرب ومدن بن جواد ورأس لانوف في الشرق''. كما شن طيران القذافي غارات على مناطق بالغرب الليبي، واستهدف مدن وغريان والزاوية ويفرن زوارة (120 كلم غربي طرابلس). وذكرت قيادة الثوار في مدينة زوارة أن قوات القذافي بقيادة نجله الساعدي تشن هجوما على البلدة الواقعة في غرب ليبيا، والتي يسيطر عليها الثوار، مستخدمة كافة أنواع الأسلحة في محاولة للسيطرة على المدينة. وتعرضت مصراتة لقصف مدفعي كثيف من قوات القذافي، بحيث أعلن الثوار أنهم لا يزالون يسيطرون على المدينة وأن القصف تركز على منطقة الكلية الجوية فقط، كما تعرضت مدينة اجدابيا الواقعة على بعد نحو 140 كيلومترا جنوبي بنغازي معقل الثوار أمس، إلى قصف جوي عنيف وسقطت إحدى القنابل على مستشفى ''محمد الامقيريب'' بوسط المدينة في محاولة لمنعه من تقديم الإسعافات الطبية للمدنيين والثوار. وأكدت تقارير إعلامية أن القوات الموالية للقذافي شنت ضربات جوية على اجدابيا. وحسب أحد قادة الثوار فقد ''سمع دوي انفجارات قرب نقطة تفتيش تابعة للثوار عند المدخل الغربي للبلدة ''وأن طائرة حلقت في الأجواء أربع مرات وقصفت أربع مرات''. وخوفا من ارتكاب مذابح غادر بعض الأهالي اجدابيا باتجاه الشرق خشية وقوع مذابح، لا سيما بعد ورود أنباء عن إعدامات عشوائية في المناطق التي دخلتها قوات القذافي في البريقة ورأس لانوف والمناطق المحيطة بها. وأفاد مصدر في المعارضة أن كتيبة موالية للقذافي قادمة من صبراتة (70 كلم غربي طرابلس) تضم حوالي 10 دبابات وسيارات رباعية الدفع مجهزة برشاشات تشن هجوما على المدينة، مشيرا إلى مقتل أربعة أشخاص. وقال طاهر أحد سكان المدينة ''نسمع إطلاق نار في شرق المدينة. آمل ألا يصيبوا منازل. إنها مدينة صغيرة ويمكن وقوع مجزرة فيها''. وتواصلت أنباء الانشقاقات العسكرية في صفوف القوات الموالية للعقيد، وقالت الأنباء أن عسكريين في منطقة مصراتة بالغرب دخلوا المدينة أمس وأعلنوا انضمامهم إلى الثوار. وحذرت مصادر سياسية ليبية من أن النظام بدأ يلعب على تفجير فتنة قبلية للاستمرار أكثر ما يمكن في السلطة، وأشارت إلى أن الأجهزة الإعلامية الموالية للنظام تعمل على تقسيم ليبيا إلى معارضة وموالاة على أساس قبلي.