تقوم المؤسسات الاقتصادية بتوظيف ما يقارب 60 بالمائة من الشباب المتخرج من مراكز التكوين المهني سنويا ممن تلقوا تربصات ميدانية بهذه المؤسسات، لذا تهدف وزارة التكوين والتعليم المهنيين إلى ترقية التكوين عن طريق التمهين كونه يسهل عمليات الإدماج المهني ويساعد المتربصين على الاستفادة من مناصب شغل في المؤسسات التي تربصوا بها، ولهذا الغرض قام القطاع بتطوير 40 برنامجا في إطار هندسة بيداغوجية لتطوير التمهين بالتنسيق مع ألمانيا تسمح بترقية التكوين عن طريق التمهين وفقا للمقاييس العالمية. أكد السيد بوروبة المدير العام للمعهد الوطني للتكوين والتعليم المهنيين إعداد 40 منهجا خاصا بالتكوين عن طريق التمهين في عدة تخصصات يحتاجها عالم الشغل بالتنسيق مع عدة مؤسسات إنتاجية في إطار الهندسة البيداغوجية التي تمت صياغتها في إطار مشروع برنامج ترقية التكوين عن طريق التمهين الذي تم إطلاقه عام 2000 مع هيئة ألمانية للاستفادة من تجربتها في هذا الميدان كون التجربة الألمانية أثبتت نجاحها وحققت نتائج إيجابية في ميدان التكوين عن طريق التمهين على حد تعبيره. كما أضاف السيد بوروبة باعتباره مدير المشروع الجزائري-الألماني أن البرنامج سمح بتكوين ما يقارب 4 آلاف مكون وهي الخطوة التي تندرج في إطار تأهيل الموارد البشرية قصد تأطير المتربصين لجعل خريجي التكوين المهني يتمتعون بمهارات من نفس المقاييس العالمية. من جهته أوضح السيد حمامي أكلي مفتش عام بوزارة التكوين والتعليم المهنيين خلال ورشة العمل التي نظمت أمس بالمعهد الوطني للتكوين والتعليم المهنيين بالأبيار بالجزائر حول ترقية التكوين المهني عن طريق التمهين أن قطاع التكوين المهني يستقبل سنويا 600 ألف شاب، 250 ألف منهم يتوجهون للتكوين عن طريق التمهين. مشيرا في السياق نفسه إلى أن هذا النمط من التكوين غير مكلف ويجعل المتربص قريبا من المؤسسات المهنية وفي علاقة مستمرة معها وهو ما يسهل إدماجه في عالم الشغل بسهولة باعتبار أن الكثير من المؤسسات تفضل الحفاظ على الشباب الذي تكون لديها عند توفر مناصب شغل عوض توظيف أشخاص أجانب. وهي المناسبة التي أفاد من خلالها المسؤول بأن هذا النمط من التكوين أي التكوين عن طريق التمهين سمح بإدماج 60 بالمائة من المتربصين فيه في عالم الشغل لدى المؤسسات الاقتصادية التي تلقوا فيها تربصاتهم الميدانية. من جهة أخرى أشار المتحدث إلى أن هذا المشروع الذي تم إطلاقه بالشراكة مع ألمانيا تم تطبيقه في سبع ولايات نموذجية وهي عنابة، بومرداس، بشار، الوادي، البليدة، تلمسان وبجاية. وقد سمح بتحقيق نتائج إيجابية ميدانيا. وقد تم أمس تنظيم ورشة عمل جمعت كل الأطراف الفاعلين في مجال مشروع ترقية التكوين عن طريق التمهين لتقييم كل ما تمت المبادرة به واستدراك النقائص المسجلة في الميدان، وهي الفرصة التي طالب من خلالها الطرف الألماني على لسان السيد همبوسش رئيس البعثة الألمانية لمشروع ترقية التكوين عن طريق التمهين بمرافقة قانونية من خلال سن تشريعات لمتابعة ومساعدة التمهين وكذا المراكز الجهوية له التي ستكون بمثابة أقطاب امتياز للتكوين عن طريق التمهين.