تتواصل موجة العنف التي تشهدها كوت ديفوار منذ رفض الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو التنازل عن السلطة لصالح منافسه الحسن واتارا الفائز في الانتخابات الرئاسية التي جرت شهر نوفمبر الماضي. واستمرت معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة اندلعت منذ ليلة الخميس إلى الجمعة في المناطق المجاورة لمقر إقامة الرئيس الإيفواري المنتهية عهدته لوران غبابو بابيدجان العاصمة الاقتصادية لكوت ديفوار. وقالت القوات الداعمة للحسن واتارا المعترف به دوليا رئيسا للبلاد بأنها سيطرت على مبنى التلفزيون الحكومي الذي أوقف بثه وهي التي تمكنت من فرض سيطرتها على مدن رئيسية خلال الأسبوع الماضي. وأخفقت العقوبات الدولية وجهود الوساطة الماضية في زحزحة غباغبو عن الحكم رغم اتهامه باستخدام جيشه لقتل مئات المدنيين الأبرياء. غير أن الاتحاد الإفريقي طالبه أمس بترك السلطة سريعا لصالح غريمه الحسن وتارا. وذكر جون بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي في بيان أصدره الاتحاد الإفريقي برفض غباغبو للمقترحات التي كان عرضها رؤساء خمس دول أفارقة في العاشر مارس الماضي. وقال إن هذا الرفض لا يسمح بالتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة المتفاقمة في كوت ديفوار. وجدد الاتحاد الإفريقي اعترافه بالحسن وتارا رئيسا للبلاد وهو الأمر الذي يرفضه فريق غباغبو المتمسك بالسلطة رغم الضغوط الدولية المطالبة بتركه سدة الحكم. وأمام استمرار الوضع المتأزم في هذا البلد الإفريقي دعت الإدارة الأمريكية جميع الأطراف المعنية في كوت ديفوار إلى ضبط النفس والالتزام بحماية المدنيين. وقال جوني كارسون نائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون إفريقيا إن ''شعب كوت ديفوار دفع ثمنا باهظا من أجل إحلال الديمقراطية ونطالب طرفي النزاع بالحيلولة دون دفع المدنيين ثمن أكبر في المستقبل''. وتوعد من لا يلتزم بضمان سلامة المدنيين بالمساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبونها من قبل الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. وأشار كارسون إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1975 الذي اعتمد نهاية الشهر الماضي بتفعيل عمل قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في كوت ديفوار والبالغ قوامها 11 ألف جندي من أجل حماية المدنيين والاستحواذ على الأسلحة الثقيلة من أجل الحد من أعمال العنف. وكان الأمين العام للأمم المتحدة دعا أول أمس، الطرفين المتصارعين في كوت ديفوار إلى التحلي بضبط النفس وتفادي القيام بأي عمل''انتقامي'' مجددا دعوته للرئيس الايفوراي المنتهية ولايته إلى التخلي عن السلطة فورا لصالح منافسه الحسن واتارا. وتشهد كوت ديفوار أزمة سياسية حادة منذ تنظيم الانتخابات الرئاسية في 28 نوفمبر الماضي، حيث أعلنت مفوضية الانتخابات المستقلة فوز الحسن واتارا في هذه الانتخابات، بينما قام المجلس الدستوري بإعلان لوران غباغبو رئيسا للبلاد وهو ما أدى إلى نشوب مواجهات عنيفة بين الطرفين أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 500 قتيل بحسب الأممالمتحدة.