بلغ التوتر أوجه في كوت ديفوار في أعقاب اشتباكات بين "القوات الجديدة" الموالية للرئيس المنتخب الحسن واتارا والقوات العسكرية الداعمة للرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو فيما يحتدم الصراع بين الرئيسين من أجل كسب تأييد الجيش ما يسمح بالسيطرة "المطلقة" على الحكم. وذكرت تقارير من أبيدجان أن مواجهات وقعت قرب مقر الفندق الذي يقيم به الرئيس المنتخب الحسن واتارا بين مسلحين من "القوات الجديدة" (متمردين سابقين) الموالية له وجنود يساندون غباغبو الذين أقامو المتاريس قرب الحي. وأفادت ذات التقارير أن حوالي 20 فردا من القوات الإيفوارية مسلحين بالرشاشات وقاذفات قنابل انتشروا بالقرب من الفندق الذي يخضع لحراسة الأممالمتحدة في أبيدجان والذي يستخدم كحي عام لوتارا وأعضاء حكومته. وقال متحدث باسم واتارا أن القوات الحكومية حاولت فى وقت سابق اقامة نقطة تفتيش فى شارع بالقرب من الفندق الا ان "القوات الجديدة" منعهتهم واضطرتهم للرحيل. ويثير التوتر السائد حاليا في البلد الذي عرف عدة ازمات متواصلة على مدى 10 سنوات مخاوف من تجدد اندلاع حرب اهلية في ضوء الانقسام القائم في صفوف الجيش منذ الانقلاب الفاشل فى سبتمبر عام 2002 حيث يسيطر الجيش النظامي على جنوب البلاد بينما يهيمن جيش المتمردين السابقين (القوات الجديدة) على الجزء الشمالي منه. وفي جولة أجراها أمس لعدة ثكنات عسكرية بالعاصمة ابيدجان حذرالجنرال فيليب مانغو رئيس أركان الجيش التابع للرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو "القوات المحايدة" والتي يقصد بها القوات الاممية لحفظ السلام و القوات الفرنسية "ليكورن" من أي "تدخل قد يضر بالايفواريين" مطالبا اياها بأن تكون "محايدة" بالفعل. وقال الجنرال مانغو في هذا الصدد "نطلب من القوات الاممية و القوات الفرنسية بأن لا تلطخ أيديها بدماء الايفواريين" مضيفا " لستم هنا لشن حرب ضد الايفواريين بل للمساعدتهم للتوجه نحو السلام". ويأتي التحذير الذي اطلقه الجنرال الايفواري عشية الانذار الذي وجهه وزير الداخلية في حكومة غباغبو اميل غيرييوولو الى السفارات الغربية 'قائلا"لن تسمح بتدخل بعض الدبلوماسيين الأجانب في الشؤون الداخلية للبلاد". وتأتي هذه التطورات في اعقاب انباء عن محاولة عددا من الدبلوماسيين الأجانب الاتصال "سريا" بضباط من الجيش الإيفواري لإقناعهم بالولاء للرئيس المنتخب الحسن أواتارا المعترف به من المجتمع الدولي كرئيس" شرعي" لكوت ديفوار. واتهمت حكومة الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو دبلوماسيين غربيين في أبيدجان "بزعزعة استقرار النظام" الإيفواري بواسطة تجنيد عدد من العسكريين لصالح معسكر خصمه الرئيس المنتخب الحسن أواتارا. ودوليا قرر الاتحاد الأوروبي اليوم فرض "تدابير قسرية" على الرئيس المنتهية ولايته في كوت ديفوار لوران غباغبو و على المحيطين به اثر رفضهم الإقرار بفوز الحسن وتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 نوفمبر الماضي. وأفاد مشروع بيان من المقرر ان يصدر عشية اليوم عن اجتماعات وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل بأن "الاتحاد الأوروبي قرر البدء بشكل فوري في التحضير لتدابير قسرية ضد النظام القائم في كوت ديفوار". وأقر الاتحاد الأوروبي بشرعية فوز واتارا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في كوت ديفوار حيث كلف الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون بجرد عدد من التدابير ضد حكومة لوران غباغبو و"تقديم الدعم المناسب لواتارا". ومن جهته، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي السيد جون بينغ ان الاتحاد الافريقي يسعى الى تسوية النزاع في كوت ديفوار و أنه سيبذل قصارى جهده لتحقيق ذلك. وقال بينغ ان"الاتحاد الافريقي "يسعى جاهدا لتسوية الازمة الايفوارية و لهذا الغرض انشانا الية مزودة بكل الوسائل الضرورة للتوصل الى حل نهائي"مضيفا"لقد حددنا موقفنا ليس من اجل احترام الارادة الشعبية المعبر عنها عن طريق صناديق الاقتراع فحسب بل ايضا من اجل حفظ السلام و تجنيب هذا البلد الوقوع مجددا في دوامة العنف". وهددت الولاياتالمتحدة بفرض عقوبات على غباغبو و حكومته كما علق الاتحاد الافريقي و المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) عضوية كوت ديفوار الى ان يعترف غباغبو بناتئج الانتخابات التي اعطت الفوز لواتار كرئيس منتخب للبلاد مما يدعم الضغوطات الدولية المتزايدة على غباغبو لارغامه على التنازل عن السلطة. و ادت هذه الضغوطات المتزايدة التي يمارسها المجتمع الدولي على غباغبو الى عزله دوليا مما دفعه الى مطالبة واتارا الى الحوار ملغيا فكرة حدوث نزاع عسكري مع المعسكر الخصم الذي اغلق باب التحاور في وجهه واستبعد فكرة المفاضات "طالما لم يعترف غباغبو بواتارا كرئيس رسمي للبلاد و قيامه بتسليم السلطة".