أكدت الحكومة الليبية أمس استعدادها القيام بإصلاحات سياسية ودستورية في محاولة لوضع حد للأزمة الأمنية التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع ما أصبح يعرف بثورة 17 فيفري التي يطالب أصحابها برحيل العقيد معمر القذافي. وقال موسى إبراهيم الناطق باسم الحكومة الليبية أن العقيد أبدى موافقة على التفاوض بخصوص طبيعة النظام السياسي الذي يتعين الأخذ به في البلاد وأكد وفق هذا التحول ''أن كل شيء قابل للتفاوض ونحن مستعدون لإعادة النظر في كل شيء بما فيها فكرة تنظيم انتخابات وتنظيم استفتاء في البلاد حول الكثير من قضايا الساعة التي تشهدها البلاد. وجاء الموقف الليبي الرسمي ساعات بعد أول ظهور للعقيد معمر القذافي في محيط ساحة العزيزية، حيث يوجد القصر الرئاسي بالعاصمة طرابلس منذ 22 مارس الماضي. وتجهل إلى حد الآن النوايا الحقيقية من وراء العرض الرسمي الليبي باتجاه المعارضة المسلحة التي تواصل زحفها باتجاه العاصمة طرابلس بدعم عسكري مكثف من قوات الحلف الأطلسي الذي ألقى بكل ترسانته في المستنقع الليبي في محاولة لدفع الرئيس الليبي إلى التنحي لصالح المجلس الوطني الانتقالي. وجاء الموقف الليبي ساعات بعد أن دعت السلطات التركية نظام العقيد الليبي بوقف فوري لإطلاق النار والقيام بتحول سياسي حقيقي وذلك في أعقاب المحادثات التي تمت بين وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو ومساعد وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الذي قام بجولة إلى اليونان وتركيا ومالطا ضمن تحرك أكدت عدة مصادر أن طرابلس بدأت تبحث فعلا عن حل للمأزق العسكري المستفحل مع المعارضة المسلحة. وذكرت مصادر تركية عن وجود خلافات جوهرية بين موقفي أنقرةوطرابلس بخصوص البدائل للخروج من المأزق العسكري الحالي ولكنها أكدت أن تركيا لم تفقد الأمل في مواصلة مساعيها من اجل وضع حد للاقتتال الدائر في ليبيا وأشارت إلى أنها ستقوم بمقارنة موقفي الطرفين المتناحرين من خلال اللقاء الذي سيعقده وزير الخارجية التركي مع وفد عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي سيحل وفد عنه بالعاصمة التركية لعرض موقفه بخصوص مقترحات السلطات الليبية التي حملها عبد العاطي العبيدي إلى السلطات التركية من اجل لعب دور الوسيط في هذه الأزمة. وتشهد مدينة البريقة الاستراتيجية التي تضم اكبر موانئ تصدير النفط والغاز الليبيين باتجاه الخارج اعنف المواجهات بين القوات المتناحرة على اعتبار أنها تبقى عصب الحرب المتأججة في ليبيا ومن منطلق أنه من يستولي عليها سيمكنه ذلك من أموال طائلة تساعده على تمويل المجهود العسكري لصالحه على حساب الطرف الآخر. وكثفت القوات النظامية قصفها لمواقع المسلحين في المدينة باستعمال المدفعية الثقيلة أرغمت من خلالها المسلحين على التراجع ولكنها لم تتمكن من اقتحام مواقعهم التي تحصنوا فيها في داخل هذه المدينة الاستراتيجية التي تضم اكبر موانئ تصدير النفط في ليبيا. وذكرت مصادر المعارضة أمس أن اول شحنة نفط سيتم شحنها من ميناء طبرق شرق البلاد باتجاه الخارج لأول مرة منذ توقف تصدير النفط الليبي إلى بسبب تزايد الأعمال العسكرية بين القوات النظامية الموالية للعقيد معمر القذافي والمعارضة المسلحة.