أكد البروفيسور محمد تومي صاحب كتاب ''التنظيم الصحي في الثورة'' المزمع طبعه باللغتين من طرف وزارة المجاهدين قريبا، أن الثورة الجزائرية الكبرى كانت خاتمة مقاومات الأمير عبد القادر وأحمد باي والمقراني والشيخ الحداد والزعاطشة وأولاد سيدي الشيخ، واستلهمت القوة من كل هذه المقاومات لمحاربة الاستعمار الفرنسي البغيض. وقال البروفيسور تومي في محاضرة ألقاها نهاية الأسبوع بمنتدى المجاهد أن الثورة كانت شاملة ووحدت الشعب ورصت صفوفه للتصدي للاستعمار الفرنسي والحلف الأطلسي، مشيرا إلى أن التنظيم الصحي كان متوفرا في الولايات التاريخية والقواعد الشرقية والغربية وقد مر بمرحلتين، الأولى (1954 1956)، وتميزت بوسائل محدودة وصعوبة في الحصول على الأدوية ونقص التأطير الصحي، أما المرحلة الثانية (1956 1962) فشهدت اضراب طلبة الجامعة والثانويات 19 ماي ,1956 مما أعطى دفعا قويا للتنظيم الصحي، وزاده قوة التحاق عناصر الكشافة الاسلامية بالأدغال، وبعد مؤتمر الصومام وتأسيس الهلال الأحمر الجزائري والتحاق الأطباء من الدول الشقيقة والصديقة بالثورة شهد التنظيم الصحي تطورا ملحوظا، فصار تكوين الممرضات والممرضين في الولاية الثانية بأولاد جامع بالقل لمدة 6 أشهر وفق التكوين العسكري. وفي أعقاب كهربة الاستعمار لحدودنا الشرقية والغربية عبر خط شال وموريس واجهت الثورة ظروفا قاسية في نقل المصابين الى القاعدة الشرقية للعلاج وجلب المعدات الصيدلانية. وأشار البروفيسور تومي أنه حينما نشرت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية خبر وجود وباء الجدري في الجزائر في ,1959 قام بتلقيح الجنود المدنيين في المناطق الحرة وكان نظام الوقاية في جميع الولايات هو تطهير الماء الشروب. وذكر المتحدث بالأساتذة الذين كان لهم دور هام في التنظيم الصحي كالدكتور عثامنة محمد والجراح منتوري وطالب، وأيت ايدير علي شهيد الولاية الرابعة، إضافة الى الدكتور الأمين خان الذي أصدر جريدة طبية فصلية وكذا بوشارب سي حمو بوتفة مسؤول التنظيم الصحي بالولاية الثانية. للإشارة فقد تم تكريم البروفيسور محمد تومي والسيدة منتوري والممرضات والممرضين من طرف جمعية مشعل الشهيد.