صدر مؤخرا عن دار'' طليطلة'' كتاب بعنوان ''تاريخ الحركة الوطنية من الاحتلال إلى الاستقلال ''للدكتور عبد الوهاب بن خليف . يتناول عبد الوهاب من خلال كتابه هذا الإطار المنهجي لدراسة علوم التاريخ الذي يتضمن مفهوم علم التاريخ ودراسة الظاهرة التاريخية، اعتمادا على خطوات المنهج العلمي وخصائصه، وكيفية تطبيق المنهج التاريخي وتوظيف مصادر البيانات التاريخية ، وصولا إلى معرفة أنواع الكتابة التاريخية . كما يتطرق بن خليف في هذا الكتاب إلى مفهوم الظاهرة الاستدمارية في الجزائر من خلال معرفة طبيعة الاحتلال الفرنسي للجزائر وأهدافه باعتباره احتلالا استيطانيا فريدا من نوعه في العصر الحديث، كما عرج بن خليف على موقف الجزائريين الرافضين لهذا الاحتلال الغاشم. كما تناول الكتاب أشكال التنظيم الإداري الفرنسي في الجزائر وما انجر عنه من معاناة الجزائريين . هذا واستعرض بن خليف مختلف المقاومات الشعبية المسلحة، التي كانت الأسلوب الأمثل الذي اعتمده الجزائريون طيلة سنوات الاحتلال الفرنسي للجزائر في القرن 19 وبداية القرن .20 , وكانت البداية مع مقاومة احمد باى والأمير عبد القادر، ثم مقاومة أولاد سيدي الشيخ وفاطمة نسومر وبن تومي، مرورا بمقاومة محمد المقراني ، الشيخ الحداد وصولا الى مقاومة الشيخ بو عمامة . ورغم ان بن خليف تطرق إلى العديد من المقاومات إلا انه ركز على مقاومة كل من الأمير عبد القادر ، الشيخ المقراني ، والشيخ بوعمامة، باعتبارها محطات تاريخية هامة ساهمت بشكل كبير في المحافظة على كيان الأمة الجزائرية ومقوماتها الحضارية .