صدر مؤخرا عن دار القصبة للنشر، بالجزائر العاصمة، كتاب تاريخي بالغ الأهمية، من تأليف المجاهد المعروف محمد الشريف ولد الحسين الضابط السابق بجيش التحرير الوطني، تحت عنوان من المقاومة إلى الحرب من أجل الإستقلال··· 1830 - 1962، وهو كتاب رصد فيه صاحبه الوضع بالجزائر منذ أن وطئت أقدام الغزاة الفرنسيين أرض الجزائر الطاهرة إلى غاية خروجهم مطرودين خاسئين غير مأسوف عليهم· المجاهد ولد الحسين الذي سبق له أن قام بتأليف عدد من الكتب التاريخية من أبرزها في قلب المعركة، ألح في مقدمة كتابه الجديد على ضرورة تعريف أبناء الجزائر المستقلة بتاريخ بلادهم، ليكون كتابه هذا مساهمة في هذا المسعى النبيل الذي يهدف إلى محو الأمية التاريخية بين أجيال ما بعد 1962· ويرصد ولد الحسين في كتاب من المقاومة إلى الحرب من أجل الإستقلال أبرز المحطات التي كان لها بالغ الأثر في رسم مسار الجزائرالمحتلة، مسلطا الضوء على أهم الشخصيات التي تركت بصمتها في التاريخ الحديث للجزائر، وكانت البداية بالأمير عبد القادر والحاج أحمد باي والشيخ المقراني والحداد ولالة فاطمة نسومر وبوبغلة وبوعمامة وغيرهم من كبار قادة حركات المقاومة في القرن التاسع عشر، ليعرج على بعض الثورات الجهوية التي أثبتت للمستعمر تمسك الجزائريين بحقهم في الحرية والإنعتاق من بوتقة الإستعمار اللعين مثل مقاومة بني مزاب ومقاومة الزعاطشة وأولاد سيدي الشيخ وغيرها· وتطرق المؤلف إلى بعض المدن الصامدة في وجه الإستعمار مثل مدينة حجوط التي يعرفها المجاهد ولد الحسين جيدا، وكذا إلى العديد من الشخصيات الجزائرية المناضلة التي قالت لا لفرنسا· وبأسلوب بسيط يشجع على القراءة، تجول المجاهد محمد الشريف ولد الحسين بين أبرز المحطات والأحداث والوقائع والشخصيات التي ميزت الوضع في الجزائر قبل اندلاع ثورة أول نوفمبر، ثم توقف مطولا عند أهم أحداث الثورة وأبرزها نعيما، ليخلص إلى أن الإستقلال لم يأت صدفة ولم يكن هدية فرنسية للجزائر، وإنما جاء بفضل نضال طويل وتضحيات جسيمة·· إنه كتاب مرجعي يستحق أن يُقرأ·