تنطلق يوم السبت القادم أول وأكبر حملة للتبرع بالكتب لفائدة سبع مكتبات بالجنوب الكبير وهي العملية التي يشرف على تنظيمها منتدى ''فورام'' بالتعاون مع مؤسسة بريد الجزائر التي ستفتح مكاتبها للعملية بحيث سيتسنى للمواطنين إيداع كتبهم المتبرع بها مقابل حصولهم على وصل إيداع، علما أن مكتبة الحامة فتحت أبواب التبرع بإهدائها لنحو 6000 كتاب بالإضافة إلى 4000كتاب تقدمت بها عدة وزارات ودور النشر ومراكز البحث. وقد أعطى السيد مصطفى خياطي رئيس المؤسسة الوطنية للبحث الطبي ''فورام'' تفاصيل عن هذه الحملة التي تعد الأكبر من نوعها وذلك خلال نزوله ضيفا على منتدى المجاهد مؤكدا ان هذه العملية ستمكن سكان الجنوب الشغوفين إلى القراءة من الاطلاع على عدد من الإصدارات الجديدة واكتشاف المواهب والأدباء الجزائريين عبر مكتباتهم التي ظلت تفتقر إلى الكتب والإصدارات مما أفقدها قيمتها وجعلها مهجورة. وقبل ان يتم افتتاح حملة التبرعات تمكنت ''فورام'' من جمع أزيد من 10 آلاف كتاب منها 6000 كتاب تبرعت بها المكتبة الوطنية بالحامة و4000 كتاب تقدمت بها عدة وزارات منها وزارة المجاهدين ووزارة الشؤون الدينية والوكالة الوطنية للنشر والإشهار ومراكز البحث وكذا عدد من دور النشر كالبرزخ والخلدونية وتنوعت هذه الكتب بين الكتب الدينية والتربوية وكتب الأطفال والكتب العلمية والاجتماعية والأدبية.. وسيتم توزيع الكتب المتبرع بها على سبع مكتبات بولايات الجنوب ويتعلق الأمر بولايات بشار، تندوف، ، ادرار، إليزي، تمنراست، ورقلة ووادي سوف وسيتم تقييم هذه العملية في ال19من الشهر الجاري وهو تاريخ انطلاق أول شاحنة نحو الجنوب، حيث ستكون مكتبة المنيعة بولاية غرداية أولى المحطات بحضور عدد من المثقفين والأدباء الجزائريين المقيمين بالمشرق على غرار الأديبة أحلام مستغانمي والإعلامية خديجة بن قنة... من جهته ثمن المدير العام للمكتبة الوطنية السيد عز الدين ميهوبي هذه المبادرة معربا عن استعداده لتقديم أية مساعدة والمساهمة في إثراء مكتبات الجنوب وأية مكتبة جديدة من خلال منح 1500 إصدار و150 عنوانا من إصداراته الشخصية. مشيرا في مداخلته بمنتدى المجاهد إلى ان الأصل في المعرفة هو الكتاب وان تعددت مصادر تحصيل المعرفة إلا ان هذا الأخير يبقى السبيل الأول والسلاح الوحيد الذي تواجه به الأمم معركة التخلف والتطور. وأشار السيد ميهوبي إلى ان الكتاب عرف انتعاشا كبيرا في السنوات الماضية بفضل التظاهرات المتنوعة والمعارض التي حظي بها الكتاب والتي سمحت بجس نبض القارئ الجزائري الذي عبر عن شغفه الكبير وحنينه إلى إعادة ربط صداقته مع الكتاب وهو خير جليس وصديق في الزمان ..مضيفا ان الساحة الأدبية تشهد إصدار نحو 10 آلاف كتاب سنويا مع إشرافه شخصيا على التوقيع لما بين 40 و50 كتابا يوميا للنشر. وقال السيد ميهوبي إن المشكل ليس في إنتاج أو إصدار الكتب بل في تحقيق المقروئية والتشجيع على قراءة الكتب في الفضاءات المغلقة كالمكتبات والبيوت وإيصالها إلى ابعد نقطة في الوطن وحمل الجميع على العودة إلى ثقافة الكتاب، مشيرا إلى انه يتلقى يوميا نحو 5 طلبات من مؤسسات لتدعيم مكتباتها بكتب متنوعة.