أطلقت الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” بالتنسيق مع وزارة البريد والمواصلات، حملة لجمع الكتب لفائدة أطفال الجنوب، وذلك موازاة مع عمل الهيئة في المجال الصحي. أوضح رئيس الهيئة، البروفيسور مصطفى خياطي، أمس، لدى تدخله في “فورام المجاهد”، أن المبادرة جاءت بغية تشجيع المطالعة من خلال إنشاء مكتبات والتبرع بالكتب لفائدة سكان الجنوب، حيث تتكفل الهيئة بتسيير هذه المكتبات من خلال الاستعانة بمتطوعين مؤهلين. وكشف المتحدث أن الهيئة تراهن على رقمنة مليون ونصف مليون كتاب، وجمع ما لا يقل عن عشرة آلاف كتاب لكل مكتبة جديدة. وفي هذا الإطار، دعا خياطي المواطنين إلى دعم المبادرة والتبرع بالكتب يوم 16 أفريل على مستوى مكاتب البريد البالغ عددها 3500 مكتب على مستوى الوطن، على أن يتم نقل الكتب يوم 19 أفريل إلى المنيعة. في حين سيتم إعطاء وقت أطول لدور النشر والسفارات للتبرع بالكتب لفائدة مكتبات الجنوب، في انتظار إنشاء مكتبة رقمية تضم جميع العناوين الموجودة في الجنوب في مطلع 2012. من جهته، صرح عز الدين ميهوبي أن المكتبة الوطنية ستدعم أي مكتبة جديدة ب 1500 كتاب، بالإضافة إلى أنه سيتبرع ب150 عنوان من مكتبته الخاصة. وبخصوص عصرنة المكتبة الوطنية، قال إن العملية معقدة وتأخذ وقتا وخبرة وإمكانيات ضخمة، خاصة وأنها تمر بمراحل، أولها جرد المخزون ثم إدخاله في جهاز الإعلام الآلي لتأتي عملية رقمنة المخطوطات والكتب واختيار العناوين “لا نستطيع رقمنة أكثر من مليون نسخة”، وأضاف في سياق متصل “قبل أسبوعين زرنا اليونسكو وطلبنا منهم مدنا بخبرة في هذا المجال، وسيتم إيفاد خبراء لوضع تصور لمسار رقمنة المكتبة. وأعلن المتحدث عن وجود 4200 مخطوط نادر، تمت رقمنة 2000 نسخة منها، مشيرا إلى أن الكم الأكبر من المخطوطات بقي لدى العائلات والزوايا، وأوضح “نعمل على إنشاء محطة رقمنة متنقلة تعمل على رقمنة الكتب والمخطوطات النادرة ووضعها في متناول الباحثين”. في شق مغاير، قال إن ترجمة الكتب مشروع آخر ستنطلق في المكتبة لاحقا فيه، لتدارك النقص المطروح في المجال، خاصة وأن حركة الترجمة تعرف ركودا ملحوظا فلم تمس ترجمة إلا عشرة آلاف عنوان منذ 2003 في كافة الدول العربية.