سيتمكن المصنعون الجزائريون في المستقبل من تصدير منتجاتهم إلى الأسواق الأوروبية بعد اعتماد نظام تقييس جديد يتماشى والمقاييس الأوروبية المعمولة بها، حيث ستتم إعاد تأهيل كل من المعهد الوطني للتقييس والهيئة الوطنية للاعتماد والديوان الوطني للقياسة القانونية في إطار برنامج دعم تنفيذ عقود الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي الذي خصص لهذا الإطار مبلغ 964 ألف اورو بغرض نقل الخبرة والتجربة الفرنسية والألمانية في مجال مطابقة المنتجات الكهربائية ذات الضغط المنخفض والبناء للمقاييس العالمية، على أن تمتد فترة التأهيل إلى 18 شهرا. وبغرض تحسين نوعية المنتجات الجزائرية لدخول المنافسة في الاسواق الأوروبية نظمت وحدة تسيير برنامج دعم تنفيذ اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوربي أول أمس، ملتقى الإطلاق الرسمي للتوأمة بين كل من الجزائروفرنسا وألمانيا، في مجال تقييم المطابقة بهدف نقل الخبرات والمعارف للطرف الجزائري بشكل يسمح بتحسين نوعية المنتجات، حيث تم اختيار قطاعين خلال اجتماع بالارم سنة 2002 هما البناء والمنتجات الكهربائية ذات الضغط المنخفض، وفي هذا الإطار أكد رئيس فرع النوعية والأمن الصناعي بوزارة الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار السيد بلقاسمي جاب الله أن السوق الجزائرية تعرف نوعية جيدة في مجال منتجات البناء بعد الإجراءات الرقابية التي أقرتها الحكومة على خلفية تصنيف الجزائر ضمن المناطق الزلزالية، في حين سجل نقائص كبيرة في نوعية المنتجات الكهربائية بالنظر إلى اتساع ظاهرة الغش والتقليد، وتتوقع الوزارة من خلال مشروع التوأمة إعادة تأهيل الصناعات الكهربائية التي يمكن أن تكون محل اهتمام من طرف العملاء الأجانب من خلال تكوين الخبراء الجزائريين في مجال التقييس والمطابقة. ويعتبر المشروع الخامس من نوعه والأخير في أجندة وحدة تسيير برنامج دعم تنفيذ اتفاق الشراكة الذي مس منذ بداية السنة، الضرائب، الصناعات التقليدية، نوعية المياه وأخيرا التقييس والمطابقة التي تعتبرها الوزارة الوصية حلقة أساسية للرفع من قيمة الصادرات خارج المحروقات، من جهته يعتبر الاتحاد الأوربي مشاريع التوأمة فرصة لبناء فضاء اقتصادي متوسطي قوي حسب سفيرة الاتحاد الأوربي بالجزائر السيدة لورا بايزا التي أشرفت على افتتاح اللقاء. مشيرة إلى أن الاتحاد سيمول عملية إعادة تأهيل المعاهد المختصة بالتقييس والمطابقة ب964 ألف أورو، ليتم بذلك غلق المشاريع المقترحة والتي خصص لها غلاف مالي يصل إلى 10 ملايين أورو على أن ينطلق الاتحاد في القريب العاجل في إطلاق مجموعة أخرى من مشاريع التوأمة خصص لها غلاف مالي يقدر ب30 مليون اورو وتمس قرابة 15 قطاعا اقتصاديا بعد التوقيع على اتفاق شراكة يوم 21 ماي القادم، وهي المساهمة التي من شأنها التحضير للتوقيع في المستقبل القريب على اتفاق حول تقييم المطابقة والقياسة بين الاتحاد الأوروبي والجزائر بما يسمح بتسهيل تنقل المنتجات بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط تحضيرا لفتح سوق للتبادل الحر في إطار شراكة مستدامة''. رابح ،رابح''. وستسمح التوأمة التي ستمس كل من المعهد الوطني للتقييس، الهيئة الجزائرية للاعتماد والديوان الوطني للقياسة القانونية بتدريب الإطارات الجزائرية على القوانين العالمية في مجال المطابقة، ولذات الغرض ستقوم الجمعية الفرنسية للتقييس بتجنيد كل إطاراتها والمخابر والمراكز التابعة لها في مجال مراقبة الإسمنت المسلح والبناء والمراقبة التقنية لتكوين الخبراء الجزائريين، من جهته يتعهد معهد التقييس الألماني والمعهد الفدرالي للبحث وتجريب المتنتجات بإرسال خبرائهما للجزائر لتنظيم أيام دراسية ولقاءات علمية لتحيين قوانين القياسة والمطابقة لتتماشي وما هو معمول به في أوروبا، حيث يتوقع تنظيم 32 يوما دراسيا و53 يوما إعلاميا ينشطها 20 خبيرا من فرنسا وألمانيا لمدة 18 شهرا على أن تنظم في المرحلة الأخيرة أيام تحسيسية لصالح الجمهور العريض والصناعيين حول ضرورة احترام المقاييس التقنية.