ينتظر أن يفتتح اليوم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة رسميا ''تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية'' بحضور عدد من وزراء الدول الإسلامية، ووفود من 41 بلدا. إذ بلغ عدد الدول التي أكدت مشاركتها 29 بلدا عضوا في منظمة الإسيسكو بالإضافة إلى 12 دولة خارج المنظمة. ويأتي هذا الإشراف الشخصي لرئيس الجمهورية على هذا الموعد الهام في أجواء احتفائية كبيرة تعيشها منذ أيام عاصمة الزيانيين التي تهيأت لهئ والذي بعث فيها نفحات الحضارات المتعاقبة التي احتضنتها هذه المدينة مما يجعلها تفوز بلقب ''عروس المغرب العربي'' بكل جدارة واستحقاق. كما ستكون زيارة رئيس الجمهورية لهذه الولاية التي تدوم يومين فرصة لمعاينة وتدشين مشاريع تنموية استفادت منها الولاية في الفترة الأخيرة في مجالات السياحة والسكن والتعليم. ولعل أبرز مشروع سيتوقف عنده الرئيس بوتفليقة هو شطر من الطريق السيار شرق-غرب الممتد إلى الحدود المغربية بطول 613 كيلومتر الذي سيفتتحه من مغنية. ئ وقبل أن يحظى بالاستقبال الشعبيئسيقوم رئيس الجمهورية بتدشين الواجهة الجديدة لمطار زناتة مصالي لينتقل بعدها إلى هضبة لالا ستي حيث سيدشن أيضا فندق ''لارونيسونس'' في حين برمج إشرافه على افتتاح التظاهرة مساء. ويرافق الرئيس بوتفليقة خلال هذه الزيارة وزراء معنيين بالقطاعات التي يشرف على تدشينها أو الاطلاع عليها. كما سيشرف أربعة وزراء خلال اليوم الأول من الزيارة على إطلاق مشاريع تابعة لقطاعاتهم، وفي هذا الصدد سيقوم وزير الداخلية بتدشين مقر دائرة المنصورة، وسيقوم وزير العدل بتفقد مشروع إنجاز قصر العدالة، فيما يقوم وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتدشين الحي الجامعي 2000 سرير وتدشين القطب الجامعي الثاني الذي يضم 10 آلاف مقعد بيداغوجي. وقد بدت تلمسان الزيانيين منذ أمس في أبهى حلة بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية حيث علقت اللافتات الحاملة للشعارات المساندة لرئيس الجمهورية بمختلف شوارعئالمدينة كالكيسرية والإمامة والمشور، منها ''أهلا برجل المصالحة الوطنية''، ''أهلا برجل البناء والتشييد'' وشعارات أخرى تعكس حجم الحدث الذي تعيشه هذه الأيام المدينة بمناسبة افتتاح هذا الموعد الضخم والمرحبة بالوفود الأجنبية الزائرة للجزائر. وكما بدت البهجة في شوارع هذه المدينة من خلال تزينها بالأعلام الوطنية وأعلام الدول المشاركة ''عمليات التجميل والنظافة ''التي طالتها منذ فترة، فقد ظهرت فرحة المواطنين كبيرة بمناسبة احتضان مدينتهم هذا الحدث الكبير وإشراف رئيس الجمهورية على افتتاحه. وأكدوا أن مدينة تلمسان العريقة تستحق أن تخص بهذا التكريم كونها تعد رافدا من روافد الحضارة الإسلامية وإشعاعا ثقافيا حقيقيا مازالت آثاره وبصماته تعكس ثقل مدينتهم العريقة التي تشهد آثارها على ذلك. وحسب العديد من المواطنين الذين التقيناهم قبيل زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، فإن احتضان الجزائر لهذا الموعد الكبير يعكس الانتعاشة الثقافية التي تشهدها البلاد بفضل السياسة المنتهجة للرئيس بوتفليقة، كما أنها تؤكد استعادتها لمكانتها دوليا بعد العشرية السوداء التي عزلتها عن المجموعة الدولية. وقد انطلقت فعالياتئهذا الاحتفال الضخم سهرة أول أمس باحتفال شعبي كبير من خلال استعراض فني ضخمئضم 22 عربة جابت بعض الشوارع الكبرى لمدينة تلمسان انطلاقا من شارع ''التحرير'' إلى غاية ساحة ''إمامة'' مرورا بشارع ''18 فيفري''. وقد شارك في الاستعراض ما يقارب 400 فنان وفنانة من مختلف ولايات الوطن مؤطرين بحوالي 60 خبيرا أجنبيا متخصصين في شتى الفنون والتقنيات الاستعراضية مثل التشكيل الفني للمجسمات والنحت والزخرفة والتلوين. وبدأ الموكب بعربة عكست تراث تلمسان وخصوصيات ثقافتها وتقاليدها العريقة قبل عرض خريطة العالم الإسلامي والدول المشاركة في هذا الموعد الثقافي، وبعد العربة الموشحة بأسماء الله الحسنى التي استلهم المسلمون من صفاتها قوتهم ومنهاجهم على مدار القرون، يبدأ الموكب بعرض مجسمات للكعبة المشرفة وبيت الله الحرام والقدس الشريف ثم المسجد كنموذج عام، مع إبراز أهم الأسلحة ونمط الفروسية التي استعملت في الفتوحات الإسلامية. كما تم عرض صور من مظاهر الرقي الحضاري الذي بلغته الأمة الإسلامية في شكل مجسمات للعمران والحدائق والنافورات التي ازدانت بها القصور ودواوين الأمراء بمختلف أنحاء البلدان الإسلامية شرقا وغربا قبل إعطاء صورة عن العلم والمعرفة التي اشتهر بها الأعلام المسلمين مثل الجبر والهندسة والطب والفلك. أما العرض الفني لفرقة كركلائاللبنانية ''تلمسان... صدى الإيمان'' الذي سيقام اليوم بمناسبة مراسيم الافتتاح الرسمي للتظاهرة فسيتم إعادة تنظيمه غدا أمام الجمهور العريض، كما سيتم عقب الحفلين إطلاق الألعاب النارية لإضاءة سماء عاصمة الثقافة الإسلامية لعام .2011 كما سيشارك في التظاهرة في مرحلتها الثانية ذات الطابع الدولي بعد الافتتاح الوطني الذي صادف ذكرى المولد النبوي عدد معتبر من الدول الشيء الذي دفع بالمنظمين والساهرين على إنجاح هذه التظاهرة إلى تقليص المشاركة إلى ثلاثة أيام لكل بلد بعدما كانت تدوم أسبوعا كاملا، وستشهد التظاهرة تنظيم ثمانية مهرجانات دولية مخصصة للخط العربي والمنمنمات وفنون الزخرفة والموسيقى الأندلسية والموسيقي القديمة والحوزي والرقصات الشعبية والديوان والإنشاد وكذا الموسيقى الصوفية ''السماع'' حيث ستشارك فيها نخبة من الفنانين والمنشدين الأجانب. و هكذا كان احتضان مدينة تلمسان لهذه التظاهرة فأل خير عليها وعلى أهلها من حيث دفع حركية التنمية التي لمسناها في تعبيد الطرقات وسرعة إنجاز المنشآت وطلاء الواجهات بألوان زاهية محت عن الولاية الشحوب الذي كثيرا ما يلازم الواقع التنموي لمختلف ولايات الوطن. مبعوثة ''المساء'' إلى تلمسان: مليكة خلاف