الرئيس يقف على رد فعل الشارع مع خطابه الإصلاحي يقوم رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ابتداء من اليوم، بزيارة إلى ولاية تلمسان تدوم يومين، يشرف خلالها على الافتتاح الرسمي لتظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية"، قبل أن يعاين ويدشن مشاريع تنموية استفادت منها الولاية في الفترة الأخيرة في مجالات السياحة والسكن والتعليم، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن برنامج إضافي تستفيد منه الولاية لإطلاق مشاريع جديدة. وسيقوم الرئيس بمدينة مغنية، بافتتاح شطر من الطريق السيار شرق-غرب الممتد إلى الحدود المغربية بطول 613 كيلومتر. وتكتسي الزيارة التي يقوم بها الرئيس إلى عاصمة "الزيانيين" طابعا خاصا كونها تأتي بعد يوم واحد عن الخطاب الذي وجهه للأمة، بحيث ستكون هذه الزيارة بمثابة "مقياس" سيظهر مدى التعاطي الشعبي مع القرارات التي أعلن عنها الرئيس في خطابه للأمة، خاصة وان الرئيس سيخص باستقبال شعبي من قبل التلمسانيين، عبر بعض الأحياء الرئيسية، وذالك حسب البرنامج الرسمي الذي أعده المشرفون على الزيارة، والذين برمجوا "محطة شعبية" يلتقى فيها الرئيس مع المواطنين بوسط المدينة.وسيرافق، رئيس الجمهورية، أربعة وزراء للإشراف في اليوم الأول من الزيارة على إطلاق مشاريع تابعة لقطاعاتهم، وسيقوم وزير الداخلية بتدشين مقر دائرة المنصورة ، وسيقوم وزير العدل بتفقد مشروع انجاز قصر العدالة، فيما يقوم وزير التعليم العالي والبحث العلمي بتدشين الحي الجامعي 2000 سرير، وتدشين القطب الجامعي الثاني الذي يضم 10 آلاف مقعد بيداغوجي.وقد تزينت شوارع تلمسان وساحاتها الرئيسية بالأعلام الوطنية، ورايات الدول المشاركة، استعدادا لاحتضان الفعاليات الرسمية، التي انطلقت سهرة أمس، باحتفال شعبي كبير، تم خلاله تقديم استعراض فني ضخم يضم 22 عربة جابت بعض الشوارع الكبرى لمدينة تلمسان انطلاقا من شارع "التحرير" إلى غاية ساحة "إيمامة" مرورا بشارع "18 فيفري". وشارك في الاستعراض ما يقارب 400 فنان وفنانة من مختلف ولايات الوطن مؤطرين بحوالي 60 خبيرا أجنبيا متخصصين في شتى الفنون والتقنيات الاستعراضية مثل التشكيل الفني للمجسمات والنحت والزخرفة والتلوين. وبدأ الموكب بعربة عكست تراث تلمسان التي تحتضن التظاهرة الدولية المذكورة طيلة السنة الحالية لإبراز أهم خصوصيات ثقافة "جوهرة المغرب" وتقاليدها قبل عرض خريطة العالم الإسلامي والدول المشاركة في هذا الموعد الثقافي، وبعد العربة الموشحة بأسماء الله الحسنى التي استلهم المسلمون من صفاتها قوتهم ومنهاجهم على مدار القرون يبدأ الموكب بعرض مجسمات للكعبة المشرفة وبيت الله الحرام والقدس الشريف ثم المسجد كنموذج عام مع إبراز أهم الأسلحة ونمط الفروسية التي استعملت في الفتوحات الإسلامية، كما تم عرض صور من مظاهر الرقي الحضاري الذي بلغته الأمة الإسلامية في شكل مجسمات للعمران والحدائق والنافورات التي ازدانت بها القصور ودواوين الأمراء بمختلف أنحاء البلدان الإسلامية شرقا وغربا قبل إعطاء صورة عن العلم والمعرفة التي اشتهر بها الأعلام المسلمين مثل الجبر والهندسة والطب والفلك. أما العرض الفني للفنان اللبناني الكبير كركلا "تلمسان... صدى الايمان" الذي سيقام اليوم بمناسبة مراسيم الافتتاح الرسمي للتظاهرة فستيم إعادة تنظيمه غدا أمام الجمهور العريض، كما سيتم عقب الحفلين إطلاق الألعاب النارية لإضاءة سماء عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011. وستعرف تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بالإضافة إلى المشاركة المحلية لكافة ولايات الوطن توافد العديد من الدول الأجنبية العضوة في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم و الثقافة "الإسيسكو" و كذا الدول التي لا تنتمي إليها، بحيث بلغ عدد الدول التي أكدت مشاركتها 29 بلدا عضو في منظمة الأسيسكو بالإضافة إلى 12 دولة خارج المنظمة منها الصين و الهند و إسبانيا و البرتغال والولايات المتحدةالأمريكية،وسيشارك في التظاهرة في مرحلتها الثانية ذات الطابع الدولي بعد الإفتتاح الوطني الذي صادف ذكرى المولد النبوي عددا معتبرا من الدول الشيء الذي دفع بالمنظمين والساهرين على إنجاح هذه التظاهرة إلى تقليص المشاركة إلى ثلاثة أيام لكل بلد بعدما أن كانت تدوم أسبوعا كاملا، وستشهد التظاهرة تنظيم ثمانية مهرجانات دولية مخصصة للخط العربي والمنمنمات والفنون الزخرفية والموسيقى الأندلسية والموسيقي القديمة والحوزي والرقصات الشعبية والديوان والإنشاد وكذا الموسيقى الصوفية "السماع" حيث ستشارك فيها نخبة من الفنانين والمنشدين الأجانب. مبعوث "النصر" إلى تلمسان: أنيس نواري