شرع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، في زيارة إلى ولاية تمنراست تدوم يومين خصصها لتدشين ومعاينة أكثر من 30 مشروعا تنمويا واجتماعيا، وتلقى خلالها رسائل دعم من المواطنين الذين دعوه للترشح لعهدة ثالثة·الزيارة كانت مميزة من عدة جوانب، فمن الناحية التنموية استفادت عاصمة الأهقار خلال اليوم الأول من مشاريع في غاية الأهمية بالنسبة لسكان الولاية، منها مشاريع في قطاع المياه والسكن والأشغال العمومية والعدالة.. ومن الناحية السياسية جدد سكان منطقة تمنراست الذين جاءوا من مختلف مناطق الولاية خصيصا لاستقبال رئيس الجمهورية ثقتهم في شخص السيد بوتفليقة، ودعوه إلى تعديل الدستور والترشح لعهدة ثالثة، واصطفوا على حافة الشارع الرئيسي للمدينة بالمئات وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا رئيس" "بالروح بالدم نفديك يا عزيز" وتكرر المشهد في كل محطة توقف عندها· وكان الرئيس بوتفليقة خلال هذه الزيارة مرفوقا ب 14 وزيرا من بينهم وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية الذي سجل أول ظهور رسمي له بعد العملية الجراحية التي خضع لها قبل أشهر، ووزراء الداخلية والجماعات المحلية والنقل والشباب والرياضة والضمان الاجتماعي والسكن والعمران والأشغال العمومية وزير التربية الوطنية والطاقة والمناجم والعدل والموارد المائية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والثقافة والتكوين والتعليم المهنيين· وسجل المتتبعون أهمية هذه الزيارة من حيث عدد الوزارء الذين رافقوا الرئيس بوتفليقة، كون حضورهم عكس حجم الأهمية التي يوليها الرئيس بوتفليقة لتنمية مناطق الجنوب وتنفيذ كل المشاريع التنموية والاجتماعية المسجلة في إطار برنامج دعم النمو·فأول محطة في زيارة الرئيس بوتفليقة إلى عاصمة الأهقار كانت مطار "اقنار" وأشرف على تسمية هذه المنشأة بمطار "باي أغ أخاموخ"، الذي تقلد اللقب الشرفي "الزعيم الروحي" للتوارق من 1950 إلى 1975· وبعدها مباشرة تنقل القاضي الأول في البلاد إلى مدخل مدينة تمنراست حيث وضع حجر الأساس لمشروع بناء خزان بطاقة 50 ألف متر مكعب الذي يمثل الشطر الثالث من مشروع تحويل الماء الشروب لمدينة تمنراست إنطلاقا من عين صالح على طول 750 كلم· ويهدف مشروع تحويل المياه من عين صالح الذي ستستكمل أشغاله في غضون ثلاث سنوات بكلفة 74،30.268.306 دينار على وجه الخصوص إلى تلبية حاجيات سكان تمنراست في مجال التزويد بالماء الشروب في أفق سنة 2050·وبعد أن تلقى شروحات حول هذا المشروع، أكد الرئيس بوتفليقة، أن إنجاز هذا المشروع يكتسي "أهمية بالغة"، موضحا أن هذا المشروع له من الأهمية ما لسد بني هارون بولاية ميلة وتاقصبت بالوسط أرزيو وهران بمستغانم· وأبرز في هذا الإطار"أن بعث التنمية مرهون بتوفير الماء"، وأضاف أن هذا المشروع سيحدث تغييرا في حياة كل مواطني المنطقة· مشددا في السياق على ضرورة الإسراع في إنجاز كل المشاريع مادام أن الجزائر تتوفر على كل الإمكانيات الضرورية لتحقيق ذلك· وغير بعيد عن مشروع الموارد المائية قام الرئيس بوتفليقة، بوضع حجر الأساس لمشروع إنجاز جسر صغير يعلو وادي تاهاقارت يحتوى على قنوات تسمح بتصريف مياه الوادي وسيساهم في تسهيل حركة المرور خاصة خلال فترات فيضان الوادي· وقد تم تخصيص غلاف مالي قدره 160.000.000 دينار لهذا المشروع الذي سمح بإنشاء 20 منصب شغل· وفي قطاع التعليم العالي والبحث العلمي دشن الرئيس بوتفليقة، المركز الجامعي الحاج موسى أخاموخ الذي وافته المنية سنة 2005 وانتهت به الأشغال في سبتمبر 2006 ومكن من توفير 2000 مقعد بيداغوجي·ويحتوي هذا المركز الجامعي أيضا على عدة مرافق منها مكتبة جامعية ومخابر إضافة إلى إقامة جامعية تتسع ل1000 سرير· وقد مكن هذا الإنجاز من وضع حد لواقع اجتماعي يتمثل في حرمان بنات المنطقة من مزاولة دراستهن الجامعية، حيث كان ذويهن يحرمنهن من التنقل إلى جامعات ولايات الشمال لمواصلة مشوارهن الجامعي·كما قام القاضي الأول في البلاد بتدشين مجلس قضاء تمنراست ودار للصناعات التقليدية· وعاين الرئيس في الفترة المسائية بعاصمة الولاية مشروع إنجاز مستشفى عسكري ودشن شطرا من الطريق العابر للصحراء (تمنراست- عين قزام) على مسافة 70 كلم، كما دشن مركزا للتكوين المهني ووضع حجر الأساس لمشروع إنجاز ثانوية 800 مقعد، وحي 1028 سكن اجتماعي ودشن حي سكني يضم 400 وحدة سكنية· كما قام أيضا بتدشين مركز تجاري يضم 40 محلا للشباب مسجلا في إطار مشروع 100 محل في كل بلدية، و100 مسكن اجتماعي بمنطقة تاسيفت ومركز للشباب في نفس المدينة إضافة إلى مركز للحماية المدنية بحي الوئام المدني·وبالموازاة مع ذلك كان الاستقبال الجماهيري الذي حُظي به الرئيس بوتفليقة على طول الشارع الرئيسي للمدينة مميزا لما حمله من دلالات لهذه الزيارة، فقد استقبل بالزغاريد ونغمات الألحان المحلية والرقصات الترقية و"بارود الرجل الأزرق"، ولم يتوقف المصطفون على حافة الطريق من ترديد شعارات تنادي بحياة الرئيس بوتفليقة، وطالبوه بعهدة رئاسية ثالثة إلى درجة أن المتتبع للمشهد يحس أنه في مهرجان انتخابي· ودام "الحمام الشعبي" لقرابة نصف الساعة وسار الرئيس بوتفليقة لأكثر من ألف متر نحو المواطنين الذين بادلوه التحية وأكدوا له مساندتهم المطلقة خاصة بعدما اكتشفوا أنه كان مرفوقا ب14 وزيرا وأنه سيدشن مشاريع تمس الحياة اليومية لأكثر من 198 ألف نسمة·للإشارة فإن الزيارة الميدانية للرئيس بوتفليقة ستتواصل اليوم بعين صالح حيث ينتظر أن يدشن المطار الجديد للمدينة ومشروع تحويل المياه منها نحو تمنراست·