ترى عفان زازة عضوة الاتحادية الجزائرية للسباحة، أن السباحة الوهرانية بدأت تخرج من عنق الزجاجة بفضل العمل القاعدي الجيد الذي تقوم به بعض الجمعيات الوهرانية، رغم العوائق التي تصادفها يتصدرها نقص المسابح، التي تشدد على انعدام رؤية مستقبلية في بنائها لفائدة سباحة النخبة ومراعاة لمصلحة السباحين أولا وأخيرا. س: جرت مؤخرا البطولة الوطنية للسباحة للفئات العمرية، كيف بدا لك مستواها؟ * مستواها كان مقبولا على العموم، رغم بعض المصاعب التي لم نستطع تجاوزها، خاصة تزامنها مع فترة الدراسة، حيث كان بعض السباحين منشغلين بتحضير البكالوريا. س: وهذا العائق شدد عليه غالبية المدربين الذين طالبوا بتغيير فترة تنظيم هذه البطولة، فما هو ردك؟ * لا يمكن أن نفعل أكثر من ذلك وفوق طاقتنا، ولعلمهم فإن الاتحادية الجزائرية للسباحة أخرت تنظيم هذه البطولة بأسبوع كامل. س: مقابل هذه النقطة السلبية التي ليست الوحيدة بالتأكيد، ما هي الإيجابيات التي وقفت عندها؟ * ما لفت انتباهي وفرحت به كثيرا هو معاينتنا لسباحين جيدين، لكن على العموم الأصناف الصغرى ناقصة من حيث المستوى الفني مقارنة بالسنوات الماضية. س: هل نفهم من كلامك أن العمل القاعدي غير جيد ونوعي؟ * نعم، يجب أن يتكثف العمل القاعدي، وأن يؤسس بصفة جدية وفعالة، لأن هذا هو الذي سيعطينا نتائج جيدة بالتدريج ومع توالي المنافسات. س: وكيف تقيمين مستوى السباحة الوهرانية حاليا؟ * السباحة الوهرانية بدأت تسترجع هيبتها ومكانتها السابقة، التي كانت فيها خزانا للسباحة الجزائرية، والتاريخ يشهد على عدد السباحين الذين مونت بهم السباحة الوهرانية مختلف المنتخبات الوطنية. س: وما هي الأسباب التي أفقدتها هيبتها وتألقها السابقين؟ * السبب الرئيسي هو نقص المسابح في وهران بشكل رهيب والقلة القليلة كانت مغلقة، ونحن نعلم أن السباح إذا فقد حصة تدريبية واحدة فمعنى ذلك أنه سيتخلف ويتأخر شهرا كاملا. س: البعض يرى أن نجم السباحة الوهرانية أفل منذ اندثار فريق المركب الرياضي العسكري لوهران، ما هو رأيك؟ * لا مفر من الإشادة بفريق المركب الرياضي العسكري لوهران ''أسكمو''، الذي كان الخزان الحقيقي للسباحة الوهرانية بتكوينه لعديد السباحين المرموقين، الذين شرفوا السباحة الجزائرية في المحافل الدولية، وقد تسنى لهذا الفريق الارتقاء لتوفره على مسبح خاص به يستغله سباحوه كيفما ووقت ما يشاؤون، وحاليا يوجد مسبح واحد لم تنته مشاكله وهذا لا يساعد على مزيد من التكوين... س: وهذا سيعيق سباحينا الدوليين وغالبيتهم من فريق عين الترك، وهم مقبلون على موعدين دوليين هامين؟ * لا أعتقد أن ذلك سيمنعهم من إبراز قدراتهم أكثر، وأنا أرى أن البطولة الوطنية المنظمة مؤخرا هنا بوهران أبانت على أن سباحينا على استعداد، وما ينقصهم هي اللمسات الأخيرة، وإن شاء الله سيكونون في المستوى. س: وهل أنت متفائلة بمستوى السباحة الوهرانية؟ * عندما ألمح نتائج جيدة من فريق جمعية عين الترك تراني مطمئنة ومتفائلة، لكن عندما أشاهد مسبحا واحدا يتملكني قلق كبير على مستقبلها، وعندما أتكلم مع مسؤولي القطاع الرياضي في وهران عن هذا المشكل، يردون علي بأن ثمة أربعة مسابح في طور الإنجاز في ضواحي مدينة وهران ويمكن استغلالها، وأنا هنا أتساءل: هل هؤلاء المسؤولون يعرفون حقيقة عوائق السباحة في الميدان، وهل يعون المشكلة التي سيتسببون فيها عندما يتم نقل سباحين صغار مسافة 30 أو 50 كلم بعيدا عن مقار سكناتهم وبعد مواقيت الدراسة؟ فماذا يبقى لهؤلاء السباحين من جهد ووقت للعودة إلى مدينتهم ومراجعة دروسهم؟ س: هل يعني هذا أنك ضد بناء مسابح في الضواحي، قيل أنها من أجل التخفيف من الضغط على مسبح المدينةالجديدة؟ * لا، بالعكس، هي مفيدة لشباب البلديات التي بنيت فيها، فهم أحوج إليها ويستحقونها. س: إذن وحسب فهمنا، فإنك تلومين هؤلاء المسؤولين لعدم أخذهم بالآراء التقنية؟ * نعم، لأنني أتحدث هنا عن سباحة النخبة، وعن تكوين سباحين ذوي مستوى عال، وهذا يتطلب تقريب المسابح من السباحين، فلا يعقل وجود مسبح واحد في مدينة وهران ذات المليوني نسمة. أما هذه المسابح فبنيت لمصلحة تطوير السباحة في هذه الضواحي، وهذا ضروري، لكن أعود وأقول أنني أتكلم عن سباحة النخبة. س: ولكن هذا مشكل عام في بلادنا ولا يقتصر على مدينة وهران؟ * نعم ولا، وما أعرفه وأقف عنده هو غياب ثقافة السباحة، فأنا مثلا كنت اتصلت بالمسؤولين عندما أعادوا تهيئة أرضية المسبح الأولمبي بالمدينةالجديدة، ونبهتهم إلى أنها زلجة خاصة في غرف تبديل الملابس، وأنها تسببت في إصابات ومشاكل صحية لعديد السباحين، لكنهم لم يأخذوا برأيي وملاحظاتي، وهذا يدل على بعض الارتجالية في هذه التهيئة. س: هناك مسابح أخرى ك''باسترانا'' لازالت معطلة ومغلقة، فلماذا لم تعملوا لفتحها؟ * هذا المسبح وبعد زيارة وزير الشباب والرياضة إلى مدينة وهران مؤخرا، صرح بأنه سيكون عمليا قريبا، وهذا المسبح ليس بأولمبي فطوله 33 مترا، لكن بمقدوره التخفيف من الضغط على المسبح الأولمبي للمدينة الجديدة وكذا معاناة السباحين. س: هل من إضافات؟ * أتمنى أن تحل مشكلة المسابح التي لازالت عالقة، وأنا أقترح وأشجع كثيرا بناء المسابح الجوارية أسوة بالملاعب الجوارية، فهذا سيتيح لشبابنا التعبير أكثر عن إمكانياته، وستكون في نفس الوقت فرصة لانتقاء الأحسن منهم لتدعيم السباحة الوهرانية.