أطلقت الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''إقرأ'' بالاشتراك مع الكشافة الإسلامية الجزائرية في غضون هذا الأسبوع الحملة الوطنية للتحسيس حول محو الأمية بعد التوقيع على إتفاقية تعاون بين الطرفين تقضي باستخدام آليات جديدة في محاولة لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية التي لم تفلح في استقطاب أعداد كبيرة من الأميين رغم الإمكانيات المادية والبشرية المعتبرة المسخرة لتقليص الأمية، والمقدرة ب 1,22 بالمائة بنسبة 50 بالمائة في آفاق .2016 وتأتي الإتفاقية الموقّعة بين الطرفين في إطار عمل منسق لتقاسم عبء مسؤولية إيجاد تحفيزات جديدة لاستقطاب الأميين من فئة الكبار والشباب والفتيات من خلال تنظيم قوافل إعلامية تزامنا مع العطلة الصيفية، معارض وأبواب مفتوحة مع مراعاة التركيز على استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة ونشر رسائل في شكل قصاصات. وفي هذا الصدد، أشارت رئيسة جمعية ''إقرأ'' خلال لقاء بمنتدى ''المجاهد'' إلى أن الإحصائيات تظهر أن عدد المسجلين في أقسام محو الأمية لا يتجاوز 120 ألف سنويا، مما ينذر بأن العمليات التحسيسية وكافة الإمكانيات المسخرة في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية لم تعط ثمارها المرجوة. ويدعو هذا الواقع -بحسب المتحدثة- إلى البحث عن مكامن الخلل التي تحول دون الوصول إلى الهدف، والنظر في الأسباب التي تجعل البحث عن سبل تحسين المستوى الاقتصادي أولوية سابقة لمسعى تحسين المستوى التعليمي، لافتة إلى أن المسألة بحاجة إلى إرساء تحفيزات بمساعدة المسؤولين مصحوبة بإجراءات صارمة على غرار عدم التساهل في منح رخصة السياقة للأميين، ومن ناحية أخرى، نبهت السيدة عائشة باركي إلى ظواهر خطيرة تعرقل هدف مكافحة الأمية، ليس أقلها التسرب المدرسي الذي يتغاضى عنه الكثير من الأولياء. وتساءلت في هذا السياق: أين دور القانون إزاء الآباء الذين استقالوا تماما عن دور تشجيع الأبناء على مواصلة المشوار الدراسي حفاظا على مستقبلهم. وذكرت أيضا أن 2 بالمائة من الأطفال في الجزائر لا يلتحقون بالمدارس سنويا بسبب عزوف أوليائهم عن تسجيلهم، وهي من القضايا التي تستدعي رقابة الدولة للتصدي لظاهرة حرمان الأطفال من حقهم في التعلم. كما انتقدت مسؤولة جمعية ''إقرأ'' عدم التزام العديد من المؤسسات العمومية والخاصة بتحفيز العمال الأميين على الالتحاق بأقسام محو الأمية. ومن جانبه، يرى القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين بن براهم أنه حان الوقت للنظر في الحلقة المفقودة في الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمية، والمتمثلة أساسا في نقص التحسيس الجواري، مما حال دون الوصول المعلومة إلى أكبر عدد ممكن من الأميين. وأضاف القائد العام للكشافة أن عدة حواجز ما زالت تحرم العديد من الفئات من الوصول إلى مقاعد الدراسة، ليس أقلّها العادات الاجتماعية التي تحرم الفتيات في بعض المناطق من حقهن في التعلم، ليبقى التحدي الذي يجب رفعه قائما على توصيل رسالة محو الأمية بتعبئة جديدة تقوم على ابتكار أدوات تحفيزية. وتبعا للمصدر، فإن الحملة الوطنية للتحسيس حول محو الأمية، والتي اتخذت أشكالا تحفيزية جديدة على غرار إرسال رسائل قصيرة من الهاتف الجوال، ستمكّن الأفواج الكشفية عبر مختلف جهات الوطن بمعية المكاتب الولائية لجمعية ''إقرأ'' من تسطير برامج نوعية تجسد فكرة تحسين قدرات العنصر البشري للتمكن من ممارسة العمل أو الاستفادة من التكوين. وبحسب بيان مشترك، فإن تعزيز التعاون بين الجمعية الجزائرية لمحو الأمية ''إقرأ'' ومنظمة الكشافة الإسلامية الجزائرية سيتم على المستويين المركزي والمحلي، حيث سيسهر الجانبان على إعداد برامج سنوية مشتركة، علما أنه ينتظر تقييم النتائج الأولية للحملة الوطنية لمحو الأمية في شهر أكتوبر أو نوفمبر من السنة الجارية. وتجدر الإشارة إلى أن جمعية ''إقرأ'' تمكنت على مدار عشريتين من محو أمية مليون و100 ألف جزائري ثلثهم من النساء، إذ تشير المعطيات إلى أن النساء أكثر إقبالا على أقسام محو الأمية مقارنة بالرجال.