قالت الكاتبة الكويتية ليلى عثمان أنّ المرأة المبدعة في العالم العربي تختبئ في الكثير من الأحيان خلف الرمزيات أو الاسم المستعار حتى لا تتعرّض للمساءلة القانونية أو النظرة غير المتفهّمة للمجتمع تجاهها، علاوة على مواجهتها المستمرة لتزايد الحركات المعادية للمرأة سواء في إنسانيتها أو إبداعها· الكاتبة الكويتية ليلى عثمان التي صدر ضدّها حكم بالسجن في بلدها بعد أن تمّ منع كتابها "في الليل تأتي العيون" وكتب أخرى من قبل، أضافت خلال تنشيطها للحلقة الرابعة من "الندوة" التي تناولت موضوع "الإبداع والحرية" التي نظمتها المكتبة الوطنية أوّل أمس، أنّه بعد مرور أكثر من قرن عن ظهور الحركات التحرّرية للمرأة، ما تزال المرأة وبالأخص المبدعة منها تواجه ظروفا صعبة ومعوقات ناتجة عن عوامل عديدة تتعلّق بالأسرة والمجتمع وعوامل أخرى· وفي هذا السياق، أكّدت الكاتبة مستندة على شهادة الكثير من الكاتبات العربيات أنّ المرأة المبدعة ما تزال تعيش في وسط ذكوري محض لا يقبل أن تتّجه المرأة نحو الإبداع والفكر والأدب بل أن تنحصر مهامها في الإنجاب وإمتاع الرجل والخضوع له، وأكّدت صاحبة الثلاثة عشرة رواية، أنّ إبداع المرأة يصطدم أيضا بالقوّة التي تتّخذ من الدين ستارا لها وتستخدمه بشكل خاطئ جدا وبطرق تشدّدية، مضيفة أنّ التيار التزمّتي حوّل كلّ شيء إلى محرّمات وذلك من خلال محاولة تحويل تقاليد بالية إلى أمور دينية يجب إتباعها· وعن تجربتها مع الرقابة في الكويت ومنع كتبها والحكم عليها بالسجن سنة 2000، وإطلاق سراحها بكفالة مالية بعد أن استمرت المحاكمة أربع سنوات، كلّلت بكتابة رواية "المحاكمة" التي منعت هي أيضا من طرف الرقابة، وقالت عثمان أنّ اللجنة المختصة بمراقبة الأعمال الإبداعية في الكويت تتشكّل في غالبيتها من أشخاص بعيدين كلّ البعد عن الحقل الأدبي، هذا علاوة على وجود العديد من الجمعيات والأحزاب المتشدّدة التي تستعمل الدين بشكل خاطئ وتعرقل الإبداع بالأخصّ الذي تنتهجه المرأة، مضيفة أنّ هذه التجمّعات وفي محاولة منها لمصّ نهضة المرأة الكويتية للمطالبة بحقوقها والتي عرفت أوجّها في أواخر التسعينات، اتّخذت من كتاباتها الصريحة ذريعة للنيل من المرأة وحقوقها، رغم أنّ كتاباتها - حسبها- لا تهدف من خلالها الإساءة أو أي شيء من هذا القبيل بل تصبو عبرها في إظهار عيوب المجتمع الكويتي كمهمّة يقوم بها كل أديب· ليلى عثمان طرحت في محاضرتها مخاوفها في أن تدفع المراقبة بالمبدعين الشباب إلى اختيار الرمزية الصعبة في الكتابة مما لا يجلب لها القراء، أو اللجوء إلى الكتابات الجنسية الساخرة كتحد يتّخذونه ضدّ هذه الرقابة، ولكن هذه القراءات ستستفز أيضا القارئ الجاد، كما أنّها تدخل في "كتابات الموضة" التي سينتهي زمانها· للإشارة ليلى عثمان كاتبة كويتية من مواليد سنة 1943 لها العديد من القصص والروايات، ترجمت بعضها إلى سبع لغات وتعرّضت أيضا العديد منها إلى المنع في الكويت من بينها "الرحيل"، ''الحب له صور"، "في الليل تأتي العيون" و"وسمية تخرج من البحر" التي اختيرت ضمن أشهر مائة رواية عربية في القرن الحادي والعشرين·