أكد السيد عز الدين ميهوبي المدير العام للمكتبة الوطنية الجزائرية صباح أمس، في افتتاح ''الملتقى الوطني حول التراث الثقافي المخطوط'' أن التراث الوطني للمخطوط يشكل حجر الأساس في كيفية الحفاظ على تاريخ وهوية الأمة الجزائرية. وأضاف المدير العام للمكتبة الوطنية في الملتقى الذي تختتم أشغاله نهار اليوم بعد ترحيبه بالمشاركين أن العمل المهم والكبير المنتظر من إنشاء المراكز الوطنية للمخطوطات هو الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة، حيث سنعمل على رقمنة ما تتوفر عليه الزوايا والمساجد والمكتبات الخاصة بالعائلات الجزائرية حتى تكون في خدمة التاريخ والثقافة والإبداع ومساعدة العائلات في الحفاظ على هذا التراث وذلك من خلال حفظه وترميمه وتصويره ووضعه بين أيدي الدارسين والباحثين من أجل التحقيق والكشف على ما تحتفظ به الجزائر من تاريخها وهويتها. كما أعلن الأستاذ ميهوبي أن الأسبوع القادم (ابتداء من 17 ماي الجاري) ستستكمل للأسبوع الثاني أشغال الملتقى بأدرار وذلك في إطار شهر التراث. وقد عرف الملتقى الوطني الذي تنظمه المكتبة الوطنية الجزائرية بالتنسيق مع المركز الوطني للمخطوطات بأدرار، صباح أمس، مداخلات كل من الأستاذ عبد الرحمن حماد بعنوان ''تاريخ مدينة الجزائر من خلال مخطوط رابح بونار'' وهو الكتاب الذي سيصدر قريبا في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية والذي يتطرق إلى تاريخ مدينة الجزائر منذ العهود القديمة، وقد استعرض المحاضر المجهودات الكبيرة التي قام بها المرحوم رابح بونار من أجل المحافظة على التراث وفهرسة المخطوطات الجزائرية الموجودة بالمكتبة الوطنية. أما الأستاذ محرز أمين فقد تناول في مداخلته ''حملة أورلي على مدينة الجزائر'' والتي جهزت لها إسبانيا بمباركة رجال الدين أكثر من 500 سفينة و20 ألف رجل في حملة عسكرية وذلك سنة 1775 وكان الإنزال بمنطقة الحامة في حديقة الحرية ومكتبة الحامة نظرا لأنها كانت في مضيق بين وادي ''خمس'' كنيس والحراش، لكن الجزائريين استعدوا لهذه الحملة الإسبانية الكبيرة وألحقوا بها هزيمة نكراء وجاء الانتصار نظرا للاستعداد والتحضير والخطط العسكرية الذكية التي هزمت الإسبان وجعلتهم ينسحبون وهم محملين بجرحاهم بعد أن ألقوا بجثث آلالاف من جنودهم في البحر. المحاضرة الثالثة والأخيرة للفترة الصباحية ألقاها الأستاذ عبد الرحمن دويب تحت عنوان ''ضوابط وقواعد لقراءة آثار الإمام ابن باديس''. ودعا إلى الحذر والتحقق من أعمال ابن باديس لأن هناك أعمالا نسبت إليه وهي ليست له ويعود السبب في ذلك إلى عدم التحقيق والتدقيق للذين جمعوا هذه الأعمال نظرا لأن ابن باديس كان يوقع مقالاته بعدة أسماء، اسمه الأصلي، والصنهاجي، والعبسي، والقسنطيني وابن الإسلام لكن تبين أن الكثير من المقالات والآثار موضوعة وليست من أعمال العلامة بن باديس. أما الفترة المسائية من الملتقى فقد تميزت بتقديم المركز الوطني للمخطوطات بأدرار مداخلة السيد عبد الله منصوري، أما الأستاذ بن خويا إدريس فقد تناول في مداخلته واقع المخطوطات بخزائن توات، كما تدخل من جانبه الأستاذ كنتاوي نور الدين مستعرضا مخطوطات الزاوية الكونتية واقع وآفاق. كما سيعرف الملتقى الوطني حول التراث الثقافي المخطوط في يومه الثاني من نهار اليوم إلقاء محاضرات تتناول عناية علماء الجزائر بصحيح البخاري ويتطرق أيضا لتهيئة خزانة ملوكة إضافة إلى الأسماء الجزائرية في إثراء التراث الثقافي العربي من خلال دراسة تحليلية لعينة من الإنتاج الفكري الجزائري المخطوط في المكتبة الوطنية الجزائرية، ويقوم المشاركون في الملتقى بزيارة ميدانية لمخبر الترميم وورشة التجليد ومخبر التصوير. للتذكير أقيم على هامش الملتقى معرض للتراث الوطني من خلال رصيد المكتبة الوطنية الجزائرية والمعرض الذي سيستمر إلى غاية 18 ماي الجاري والذي جاء تحت شعار ''التراث الثقافي والمجتمع الجزائري''.