أرجع البروفيسور بياد، وهو مختص في الطب الداخلي أسباب ارتفاع الضغط الدموي بالمجتمع الجزائري إلى عدة أساب أهمها النمط المعيشي وقلة الحركة التي تسبب البدانة، ناهيك عن سوء التغذية والقلق والتوتر الذي أصبح جزءا من يوميات الفرد الجزائري، الأمر الذي أسفر عن تسجيل 37 بالمئة من الأشخاص المصابين بالضغط الدموي، وهي نسبة مرعبة تستوجب تفعيل سبل الوقاية بأسلوب علمي أكاديمي يقوم على منهجية مراجعة النمط الغذائي وتفعيل الحركة. قال البروفيسور بياد في اليوم الدراسي الذي انعقد مؤخرا، حول ارتفاع الضغط الدموي بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للضغط الدموي المنظم من طرف جمعية إعانة المرضى المصابين بالضغط الدموي بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية الطبية المتخصصة في مرض الشرايين: ''أجرينا بحثا أكاديميا علميا بضواحي شرق العاصمة استغرق منا خمس سنوات من العمل، حيث شمل كلا من عين طاية، وبرج البحري، والمرسى، أين غطت الدراسة حوالي 150 ألف شخص إذ تمثل الهدف منها في معرفة أين نحن من حيث ارتفاع الضغط الدموي والسكري، فكان من نتائج البحث الكشف عن أرقام مرعبة دلت على تفشي هذا المرض الذي يسمى ''بالقاتل الصامت''، حيث بلغت الأرقام التي توصلنا إليها إلى وجود 37 بالمئة من الأشخاص مصابين بارتفاع الضغط الدموي على مستوى شرق العاصمة فقط محل الدراسة. وأضاف في ذات السياق ''لو أننا نطبق نفس الدراسة ببعض مناطق وسط العاصمة أو في الغرب الذي يعرف نفس نمط الحياة فالأكيد أننا سنتوصل إلى نفس النتائج. وعلى العموم يقول البروفيسور بياد إن ضغط الدم مرض مرتبط بالسن، بحيث يظهر مع تقدم الفرد في السن، أي بمعدل 21 من الأشخاص لديهم ضغط دموي، إلا أن الأهم من هذا انه لابد للأفراد ان يخضعوا للفحوص بصورة مستمرة لتشخيص حالتهم الصحية قبل أن تتأزم، فلا يخفى عليكم ان الضغط الدموي مرتبط ايضا بمرض السكري الذي يبدأ من مشكل البدانة التي تعتبر أم المشاكل الصحية، فمثلا عند النساء هناك امرأة بدينة من بين كل ثلاث نساء، ومن أهم المخاطر الصحية المترتبة عن البدانة هي الإصابة بمرض السكري ليأتي بعدها الضغط الدموي كنتيجة حتمية. من جهة أخرى أشار البروفسور بياد إلى أن خطورة الضغط الدموي لا تكمن فقط في التعقيدات الصحية التي يتسبب فيها، وإنما أرجع خطورته إلى تأثيره السلبي على الشرايين التي تعتبر منبع الحياة، فإن حدث وتصلبت الشرايين المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى كافة أعضاء الجسم فهذا يؤدي حتما إلى تضرر كل من القلب والدماغ والكلى والأطراف جراء نقص الأكسجين، كما قد يسبب هذا النقص شللا في أحد أجزاء الجسم أو يتسبب في نوبة قلبية أو شلل بأحد الأطراف السفلية، مما قد يؤدي إلى بترها. وعن العلاج الذي ينبغي الأخذ به قال البروفيسور بياد إن علاج حالات الضغط الدموي بالأدوية هو علاج ثقيل ويتطلب الكثير من الوقت، كما أنه يثقل ميزانية الدولة، إلا أن ما ينبغي اتباعه والعمل به هو العلاج بطريقة أكاديمية علمية صحيحة تنطلق من الواقع المعيش للمواطن الجزائري، والمتمثل أساسا في الاعتماد على الحركة خاصة في صفوف الأطفال على مستوى المدارس من خلال إنشاء قاعات رياضية، ولابد أيضا من تفعيل الحركة في صفوف المواطنين للتقليل من نسبة البدانة بتجنب وسائل النقل والاعتماد على المشي، وبالتالي محاربة السكري وكذا تجنب الوقوع عرضة للإصابة بالضغط الدموي، إلى جانب هذا لابد أيضا من مراجعة النظام الغذائي بالابتعاد عن الدهون والإكثار من الأغذية الصحية خاصة الفواكه. ومن جهته قال خير الدين مخبي رئيس جمعية إعانة المرضى المصابين بمرض الضغط الدموي في حديثه ل''المساء'' على هامش اليوم الدراسي إن الاحتفال باليوم العالمي للضغط الدموي فرصة للكشف عن واقع المرضى وما يعانونه جراء الإصابة بهذا المرض، وهو مناسبة أيضا للفت انتباه المجتمع إلى الارتفاع الكبير لعد المصابين بارتفاع الضغط الدموي الذي بدأ يطال الشريحة الصغيرة من المجتمع، وهم الأطفال على مستوى المتوسطات والثانويات والجامعات. وأرجع المتحدث سبب انتشار مرض ارتفاع الضغط الدموي عند الشباب إلى التغذية بالدرجة الأولى بسبب الاعتماد على وجبات غير صحية تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون، ما ينتج عنها البدانة وبالتالي الإصابة بمرض السكري وضغط الدم. من جهة أخرى أشار ذات المتحدث إلى أن الجمعية أحصت ما يزيد عن 5000 مريض مسجل مصاب بارتفاع الضغط الدموي، في حين أشار إلى أن الجزائر تحصي 35 بالمئة من الأشخاص مصابين بهذا المرض. وعن أهم المشاكل التي يعاني منها مريض الضغط الدموي قال خير الدين مخبي ''إنه على الرغم من أن ارتفاع الضغط الدموي يصنف ضمن قائمة الأمراض النادرة إلا أنه غير معوض بنسبة 100 بالمئة، لذا يناشد رئيس الجمعية وزارة الصحة التدخل من أجل تمكين المريض من اقتناء الدواء بصورة مجانية، إلى جانب هذا دعا إلى ضرورة جعل جهاز ضغط الدم في متناول الأسر الجزائرية بحيث يكون لكل عائلة جهاز. ولأن التغذية الصحية هي أهم علاج لكل مريض طرح رئيس جمعية إعانة المرضى المصابين بالضغط الدموي مشكل قلة أخصائي التغذية حيث قال ''عندما ننصح المريض المصاب سواء بالضغط الدموي أو بالسكري أو أي مرض آخر نجد الطبيب العام إلا أننا لا نجد أطباء متخصصين في الحمية الغذائية، وهذا في حد ذاته مشكل يطرح على مستوى القطاعات الصحية بالجزائر.