أعلن الأستاذ عبد الكريم براح رئيس المؤسسة الجزائرية للضغط الشرياني، أنّ مرض الضغط الشرياني يعرف "تناميا ملحوظا" في بلاده، وأرجع الأستاذ براح تنامي هذا المرض إلى عدة عوامل بينها ما يتعلق بتغيير مواطنيه لعاداتهم الغذائية وكذا ما يلف البيئة الاجتماعية والوراثة وتنامي الشعور بفقدان الأمل في الحياة.وبرسم مؤتمر طبي تحتضنه ولاية تمنراست الجنوبية يشترك فيه أكثر من أربعمائة طبيب، ألّح الأستاذ عبد الكريم براح على ضرورة تجند مجموع أعضاء الأسرة الطبية في الجزائر وتدعيم برنامج التكوين المتواصل، سيما مع تأكيد "منصور بروري" رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأوعية، على أنّ التكوين في تخصص القلب والشرايين لازال "مهمشا" في الجزائر هذا بالرغم من خطورة هذا المرض الذي يؤدي بحياة الملايين من الأشخاص سنويا.ويقول أطباء في الجزائر إنّ ثلث المصابين بارتفاع ضغط الدم الشرياني هناك يجهلون مرضهم تبعًا لعدم خضوعهم لمراقبة طبية منتظمة، ويوم إحياء اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي يصادف 17 مايو/آيار من كل سنة، أشارت الجمعية الجزائرية لمرضى ارتفاع الضغط الشراييني، إلى أنّ الثلث الآخر من المصابين على الرغم من إدراكهم ومعرفتهم الواسعة للمرض، إلاّ أنهم لا يأخذون الأمور بجدية ولا يُبالون بتحذيرات أطبائهم وتوصياتهم.ويعرّف مختصون مرض ارتفاع ضغط الدم بالمرض "القاتل الصامت" لكون المصاب به لا يحسّ بالألم ويتسبب المرض في عدة عوامل خطرة، بينها أمراض شرايين القلب، وارتفاع العضلة القلبية والقصور الكلوي والذبحة الصدرية والسكتة القلبية وجلطة المخ والعجز الشرياني، إضافة إلى تدهور وظيفة الدورة الدموية بالأعضاء السفلى والإصابة باضطرابات في البصر.وتكمن خطورة مرض ارتفاع ضغط الشرايين كامن في قابليته لإصابة الذكور والإناث على حد سواء، من سن ال 18 فما فوق، لذا يحرص الأطباء على الدعوة لتحسيس الجزائريين بخطورة هذا المرض، وتعريفهم بالتدابير اللازمة للوقاية منه.وركز متدخلون على أهمية التكفل بهذا المرض الذي يشهد ارتفاعا واسعا في المجتمع الجزائري على غرار دول العالم الأخرى، وتقول بيانات أنّ 35 في المئة من الجزائريين مصابون بمرض ارتفاع ضغط الشرايين، وذكرت أنّ تفاقم الإصابة بهذا الداء مثاره الرئيس التدخين، بجانب عدم احترام الكثيرين للقواعد الصحية المتعارف عليها، من خلال الأكل العشوائي، وعدم إتباع حمية غذائية، وعدم احترام مقدار الملح في الطعام، إضافة إلى الحركة غير الدائمة وعدم ممارسة النشاطات الرياضية. وقال الدكتور سليم بن خدة لإيلاف، إنّ نسبة المصابين بمرض ارتفاع الضغط الشراييني، مرشحة للارتفاع في غضون السنوات المقبلة بسبب شبح القلق الذي يستبد بكثير من الجزائريين لعوامل سوسيولوجية سيكولوجية متداخلة، ويركّز الاختصاصي المذكور على انعكاسات ظاهرة التدخين، فأكثر من 43 في المئة من الجزائريين يدخنون، 7 في المئة منهم نساء، ويدرج أيضًا الواقع الصحي الكارثي في الجزائر، وافتقاد السكان المحليين لرقابة اجتماعية صارمة ونقص الحملات التوعوية الناجعة، ووصف بن خدة مرض ارتفاع الضغط الشراييني ب"القاتل الصامت" لارتباطه بالسكتة الدماغية، وارتفاع العضلة القلبية والقصور الكلوي.من جانبه، لاحظ البروفيسور أحمد بن عقيلة، أنّ خطورة مرض ارتفاع ضغط الشرايين كامن في قابليته لإصابة الذكور والإناث على حد سواء، من سن ال 18 فما فوق، لذا حرص على الدعوة إلى تحسيس الجزائريين بخطورة هذا المرض، وتعريفهم بالتدابير اللازمة للوقاية منه.وتعطي دوائر طبية معادلة(30،6،5،0) كمؤشر للتخفيف من حدة انتشار المرض، وتفرض عدم التدخين، وتناول خمس فواكه يوميا، مع إنقاص الملح إلى 6 غرامات في اليوم، وممارسة المشي لنحو نصف ساعة كل يوم، فضلا على إتباع نمط خاص ممنهج للأكل، وأثبتت دراسة علمية أنجزها مخبر "أفنتيس" بالجزائر، أنّ تحقيق توازن الضغط عند الأشخاص المصابين بارتفاع الضغط الشرياني يمثل نسبة 23.5 في المئة.كما يلح أطباء على عدم تقديم "أدوية جنيسة" لمرضى ارتفاع الضغط الشرياني، لعدم نجاعتها، حيث لا تتوفر بحسبهم على نفس مقادير ومكونات الأدوية الأصلية، علمًا أنّ الأخيرة باهظة الثمن، ما يجبر الكثير من المصابين على تعاطي الأدوية الجنيسة الأقل كلفة.واستنادًا إلى مصادر طبية، يختلف التكفل بالضغط الشرياني عند الطفل مقارنة بالعلاج الذي يخضع له الشباب والكهول، ويقول أطباء أنّ الإصابة بارتفاع ضغط الدم عند الطفل، راجع في الغالب إلى أمراض عضوية مثل إصابة الكلى أو الغدد، ما يتسبب في تضييق أو انسداد الشرايين، ويترتب على ذلك ارتفاع ضغط الدم عند الطفل، لا سيما بالجزء العلوي للجسم.