تختتم مديرية الثقافة لولاية المدية فعاليات شهر التراث، بتنظيم فعاليات ''المنتدى المحلي الأول للحكم والأمثال وفنون الكلام، اليوم الثلاثاء وغدا، تحت شعار ''التراث الثقافي والمجتمع الجواري''، وذلك بهدف المحافظة على التراث الثقافي، حمايته، تعزيزه وإبرازه، وأيضا تحديد هذا التراث والتعرف عليه، من خلال عدد من الأنشطة التي تصب في الغاية الأساسية من تنظيم هذا المنتدى وبمشاركة باحثين وجامعيين. وقسمت فعاليات المنتدى بين الملتقى العلمي، أمسية ومسابقة في الشعر الملحون، عروض حكواتيين للكبار والأطفال، وكذا جلسات السماع والتوثيق، وستعرف مختلف هذه الأنشطة مشاركة جامعيين ومهتمين بهذا التراث، وأيضا فنانين مبدعين أخذوا على عاتقهم مهمة الحفاظ على فنون الكلام وإيجاد مكانة لائقة بها في النسيج الثقافي التراثي الوطني. ومن بين المداخلات التي ستقدّم ''الشعر الشعبي الجزائري، دراسة في الأنساق الثقافية''، ''الأمثال وخلفياتها التاريخية والاجتماعية''، ''الحكمة في الشعر الشعبي، الشاعر يحيى بختي نموذجا''، ''بحور وقياسات الشعر الملحون''، ''اقترابات من رباعيات المجدوب''، ''رباعيات سيدي عيسى لغواطي''، ''البوقالة، مفهومها وموضوعاتها ووظائفها الفنية والاجتماعية'' و''الأمثال الشعبية لولاية المدية''. الملتقى العلمي المرافق لهذه التظاهرة، سينطلق اليوم ويوقع جلساته كلّ من الدكتور عبد الحميد بوسماحة (المدرسة العليا ببوزريعة)، الدكتور إبراهيم شعيب (جامعة الأغواط)، الدكتور عبد الوهاب مسعود (جامعة الجلفة)، الدكتور حليم طوبال (جامعة المدية)، الدكتور فيطس عبد القادر (جامعة الجلفة)، الدكتور بديار البشير (جامعة الأغواط) والأستاذ عثمان مجدوبي (المدرسة العليا ببوزريعة) والأستاذ محروق بلقاسم (جامعة المدية). أمّا الأمسية ومسابقة الشعر الملحون، فسينشّطها عدد من الشعراء المحليين كالشاعر مصباح مصباح (بلدية الشهبونية)، نابي توفيق (بلدية المدية)، ولد التركي أحمد (بلدية المدية)، سالم سالمي (بلدية بير بن عابد)، خاير محمد (بلدية السواقي)، عباد بلقاسم (بلدية قصر البخاري)، سمراء العربي (بلدية اولاد إبراهيم)، بن سليمان بوعلام (بلدية البواعيش)، سالم تيفور (بلدية اولاد ابراهيم) ولوصيف محمد (بلدية أولاد معرف)، محمد صفاح (بلدية المدية) إلى جانب الموسيقارين أحمد العشاب على آلة العود وعمارة محمد على آلة الناي، وذلك تحت أعين لجنة تحكيم تتكوّن من الدكتور أمين دلاي (من مركز الأبحاث الأنثروبولوجية) رئيسا، والأساتذة حليم طوبال، محمد حناشي وأحمد بوزيان. ويؤثّث عروض الحكواتيين للكبار والأطفال التي انطلقت أمس وتدوم إلى غاية الغد، الحكواتي سعيد رمضاني والحكواتي حسين نذير (الجزائر)، وتشتمل جلسات السماع التوثيق بدار الثقافة على البوقالات، الأمثال الشعبية، حكايات الجدات والألغاز. وتبقى الغاية من تنظيم ''المنتدى المحلي الأول للحكم والأمثال وفنون الكلام''، جمع، توثيق وتسجيل هذا الموروث بكافة الوسائل لإنشاء بنك معطيات، علاوة على إحياء ونقل مختلف جوانبه مع تثمينه وإبرازه. وستحتضن فعاليات هذه التظاهرة كل من دار الثقافة ''حسن الحسني''، جامعة المدية ومتحف الفنون والتقاليد الشعبية. هذه التظاهرة الثقافية التراثية الفنية، تسعى عبرها مديرية الثقافة لعاصمة التيطري، إلى بعث، ترقية وصون التراث غير المادي الذي هو التراث الحي، والذي يعتبر المصدر الرئيسي للتنوع الثقافي، لأنه يشمل كل الممارسات والتعابير والمعارف والمهارات، وكذا الآلات والأدوات وحتى الفضاءات الثقافية المرتبطة بها، ذلك أنّ انتقال هذا التراث عبر أجيال المجموعة البشرية يضمن دوام هويتها وأصالتها-.