ينظم المنتدى الوطني للإبداع الأدبي أمسية يوم 21 ماي بقاعة الأطلس وبالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة والإعلام، لقاء أدبيا خاصا ب''كتابات الأديبة الراحلة زوليخة السعودي، وذلك لإعادة اكتشاف إبداعها والوقوف على تراثها الأدبي في مختلف الفنون والأصناف. أشارت رئيسة المنتدى الإعلامية عقيلة رابحي في حديثها مع ''المساء''، إلى أن اللقاء سيعرف مشاركة كوكبة من الأدباء والباحثين، ذكرت منهم الباحث عبد الحميد ختالة وأخ الراحلة عبد المجيد السعودي، الذي سيكشف بعضا من أعمال الراحلة ومن حياتها لأول مرة للجمهور، كما سيكون اللقاء مناسبة لإعادة فتح الجدل الخاص بمراسلات الراحلة مع الروائي الطاهر وطار وما أثير من أن هذا الأخير احتفظ ببعض رواياتها. الأديبة الراحلة زوليخة التي حققت تواجدا على الساحة الأدبية الجزائرية رغم قصر عمرها الذي لم يمهلها لأن تبدع أكثر، إلا أن ما تركته كان كافيا لأن يجعلها في صفوف الكبار... ولدت الراحلة ابنة مقادة الخنشلية في 20 ديسمبر 1943 وتوفيت في نوفمبر .1972 بعدما حفظت الكثير من القرآن انتسبت الراحلة سنة 1949 الى مدرسة الإصلاح التي كان يديرها عمها أحمد السعودي وذلك إلى غاية 1956 تاريخ حصولها على الابتدائية. واصلت دراستها بالمراسلة لتتحصل على شهادة الأهلية عام ,1963 مما أهلها للالتحاق بسلك التعليم ثم الانتقال الى العاصمة اين عملت بالإذاعة الوطنية بعد نجاحها في مسابقة إذاعية. تركت الراحلة رصيدا من الأعمال الأدبية في مختلف المجالات كالقصة والمسرح والمقال وهي موجودة إما على شكل مخطوط أو منشورة في مؤلفات، كانت الراحلة توقع بأسماء مستعارة منها ''آمال''. وعرفت أيضا بمراسلاتها مع عدد من الأدباء الجزائريين. جمع آثارها الأستاذ شربيط أحمد شريبط من جامعة عنابة وأصدرها اتحاد الكتاب عام .2001 يبقى إبداع زوليخة خالدا ورائدا في مجال الأدب النسوي المكتوب بالعربية منذ بداياتها في الخمسينيات عندما كتبت عن الوطن، حينها كتبت أشهر رواياتها ''عرجونة'' وقصة ''عازف الناي'' التي يعتقد الكثير أنها للروائية الكبيرة أحلام مستغانمي، إضافة الى أعمال أدبية أخرى منها ''على مذبح الوعي''، ومراسلاتها لعديد المجلات والجرائد العربية وتعاملها مع كبار الأدباء، خاصة الطاهر وطار، الذي قال عنها ''زوليخة السعودي هي تلكم النخلة البربرية الشامخة التي تعالى صوتها وقلمها من الأوراس''. ظلت الراحلة حاضرة بإبداعها الأدبي وبأخلاقها وحضورها، في زمن كانت المرأة المبدعة تظهر باحتشام ولا يبرز نجمها إلا إذا فاقت شقائقها من الرجال. خنشلة مسقط رأس زوليخة كرمتها أكثر من غيرها من خلال الملتقى الأدبي الخاص بإبداعاتها والذي ينعقد بشكل دائم كل سنة.