هو طفل موهوب يملك ذكاء خارقا للعادة، يعيش وسط عائلة معوزة ويحلم أن يصبح محاميا كبيرا، لكنه حلمه الطفولي لن يتحقق إن لم يستفد من عملية زرع الكبد، فهو يوجه نداء لوزير التضامن الوطني ليتكفل بحالته التي عجز الأطباء بتيزي وزو العاصمة عن معالجتها، كونه أصيب بمرض خبيث منذ صغره يدعى "ولسون". وهو مرض خبيث يصيب مناطق حساسة في الكبد وتسببة جينة نادرة تؤدي إلى زيادة كبيرة في كمية النحاس بالكبد الذي يؤدي حتما إلى انكماشه وتعيقه عن تأدية مهامه. بوعبود طارق، البالغ من العمر 13 سنة، تنقل مؤخرا رفقة والديه إلى المكتب الجهوي ل "الشروق اليومي" حاملين ملفا طبيا ضخما ونداء للسلطات العليا للبلاد وعلى رأسهم وزير التضامن الوطني. دموع الطفل طارق امتزجت مع دموع والدته عندما بدأ الوالد المصدوم يسرد معانات فلذة كبده، "إنه يعلم رغم صغر سنّه حالة عائلته التي لم تتمكن بعد رحلة طويلة من الخوف والقلق من إعادة زرع الأمن فيه، ليكون كغيره من أطفال عمره"، مضيفا أنه يبكي على والدته التي تبكيه بعد فراقه! الطفل بوعبود طارق الذي يزاول دراسته بقسم السنة السادسة بالمدرسة الابتدائية بقرية آث منداس بضواحي بوغني، أصبح منذ الفترة الأخيرة ومع تدهور حالته الصحية ونحافة جسمه يتأخر عن متابعة الدروس بصفة منتظمة، لكن إيمانه القوي وتشبثه منذ نعومة أظافره بتعاليم الدين الإسلامي جعلاه لا يتردد عن التوجه إلى مسجد القرية رفقة إخوته وجيرانه لأداء الصلوات الخمس، وقد سبق له وأن صام كل شهر رمضان رغم أن الأطباء نصحوه بعدم الصوم لأنه يتابع نظاما غذائيا خاصا به، لكن طارق تحدى المرض لأنه يؤمن بقضاء الله وقدره. معاناة ابن آث منداس مع مرض "ولسون" بدأت خلال أواخر شهر مارس 2006، حيث بدأت حالة طارق تتأزم مااستلزم مكوثه بمصلحة الأطفال بمستشفى محمد نذير الجامعي لمدة 40 يوما، أين أجريت له التحاليل اللازمة وتم حينها أخبار العائلة بأن ابنهم لن يشفى لأن المرض استعصى علاجه على أكبر أطباء مستشفيات الجزائري. ويقول والد طارق إنه أصيب بانهيار عصبي عندما قالت له الطبيبة المشرفة على متابعة حالة ابنه أنه سيموت ولا داعي لتضييع الوقت والمال! وبعدها تم تحويله إلى مستشفى بني مسوس، حيث مكث لمدة شهر وأجريت له تحاليل معمقة وتم اخبارهم رسميا أن المريض أصيب بمرض "ولسون" ولن يمثل للعلاج إلا إذا أجريت له عملية جراحية معقدة لزرع الكبد، هذه العملية التي تعيد الأمل لطارق تكلفتها تقدر ب 10 ألف أورو، أي ما يعادل أكثر من مليار سنتيم. ويطلب الوالد من على صفحات "الشروق" من وزير التضامن الوطني مساعدة ابنه على إجراء العملية بإحدى المستشفيات بفرنسا والمتخصصة في عملية زرع الكبد، فهل يستجيب الدكتور ولد عباس لنداء الطفل طارق الذي أغلقت في وجهه جميع الأبواب ويحقق حلمه الطفولي باقتحام عالم المحاماة للدفاع عن أمثاله من المواطنين المحقورين الذين ليس لديهم حتى الحق في العلاج والعيش دون ألم.