حقيقة تولد بعض الجمعيات من قلب معاناة أصحابها.. فأحيانا نجد أن ما يعانيه الفرد جراء إصابته بمرض ما، يدفعه الى التفكير في القيام بعمل معين لمساعدة من يقاسمونه نفس الداء، وهو ما قام به ناجي بالكحل المصاب بمرض ارتفاع الضغط الدموي، الذي فكر في تأسيس جمعية تعد الوحيدة على مستوى ولاية سطيف، وكله أمل في تقديم المساعدة ولو بالنصيحة الى من يشاركونه نفس المعاناة.. التقته ''المساء'' مؤخرا على هامش اليوم الدراسي الذي أقيم في إطار الاحتفال باليوم العالمي للضغط الدموى وأجرت لكم معه هذا الحوار... بداية هل يمكننا أن نعرف من هو ناجي بالكحل؟ * ناجي هو ممرض بقطاع الصحة على مستوى عين الكبيرة بولاية سطيف، ينتمي الى عائلة كل أفرادها مصابون بمرض الضغط الدموي. ما هو السبب الذي دفعك الى التفكير في إنشاء جمعية تعنى بمرضى الضغط الدموي تحديدا؟ * بداية، أريد أن أوضح أنني أنتمي الى عائلة كل أفرادها مصابون بهذا المرض وبحكم أني مصاب أيضا وأعمل بقطاع الصحة (ممرض) ولدي دراية واسعة بكل المشاكل التي يعاني منها هؤلاء المرضى، ولأن الأغلبية لا تعلم انها مصابة به إلا بعد الدخول في غيبوبة أو التعرض للوفاة، وبحكم أن ولاية سطيف لا يوجد بها هذا النوع من الجمعيات، فكرت في تأسيس جمعية تعنى بالتكفل بالمرضى وحل بعض مشاكلهم وبالفعل ولدت جمعيتي في 23 أوت .2010 من هم أعضاء جمعيتك؟ * لم يكن من الصعب علي تأسيس هذه الجمعية، إذ بمجرد أن طرحت الفكرة على مجموعة من الأطباء والمرضى حتى لقيت الفكرة الترحيب من الجميع، وبالفعل قررنا بحكم أننا نعيش مع المرضى، وننتمي إليهم أن نعمل جاهدين من أجل تقديم يد العون للبعض والتكفل بمشاكل البعض الآخر من المرضى. ولكن ما هي بالتحديد نشاطات الجمعية؟ * عندما فكرنا في تأسيس الجمعية رفعنا شعار ''من أجل المريض نحن موجودون''، وبالتالي، فقد كيفنا نشاطاتنا وفق هذا الشعار، فمثلا نلبي احتياجات بعض المرضى فيما يخص تأمين الدواء، خاصة بالنسبة للفئات غير المؤمنة اجتماعيا التي لا تستطيع اقتناء الدواء، كما نقوم أيضا بتوعية المرضى بضرورة التقيد بمواعيد الدواء بعد ان لاحظنا ان بعض المرضى يهملون مواعيد الدواء لجهلهم بخطورة هذا المرض. في رأيكم ما هي أهم المشاكل التي يعانيها المرضى المصابون بارتفاع الضغط الدموي؟ * تبين لنا من خلال اليوم التحسيسي الذي قمنا به في شهر ديسمبر المنصرم، أن فئة كبيرة من الناس الذين شاركوا ليسوا على علم بأنهم مصابون بارتفاع الضغط الدموي، وتبين لهم أنهم مصابون بعد ان قمنا بإجراء بعض الفحوص لهم كقياس ضغطهم، والسبب هو انشغال الناس وعدم وعيهم بخطورة المرض، إلا أن أهم انشغال للمرضى هو كون المرض يصنف في خانة الأمراض النادرة، إلا انهم يقتنون الدواء ولا يقدم لهم مجانا لأنه معوض بنسبة 80 بالمئة، وهو ما يطرح مشكلة فئة المرضى غير المؤمنة اجتماعيا التي تعجز عن اقتناء الدواء ولعل هذا أهم مشكل يعانيه المرضى. هل تملك جمعيتكم إحصائيات حول عدد المصابين بارتفاع الضغط الدموي؟ * لا نملك إحصائيات دقيقة بحكم أن جمعيتنا فتية، ولكن بحكم خبرتي واحتكاكي بالمرضى وبعض الجمعيات الناشطة على مستوى الوطن، استطيع القول ان أكثر من 60 بالمئة من الجزائريين مصابون بارتفاع الضغط الدموي، كما اعتقد ان السبب الرئيسي وراء ذلك راجع بالدرجة الاولى الى ضغط الحياة الاجتماعية التي تجعل المواطن يعيش حالة من القلق الدائم والمستمر، لذا يقال ''واحد تقلق مات''، إلى جانب عدم صحية النظام الغذائي، حيث أن المواطن يأكل ليشبع دون الاكتراث... هل من كلمة أخيرة؟ * جمعيتنا وجدت لخدمة المريض، لذا نرجو من السلطات المعنية أن تعيد النظر في تصنيف هذا المرض المزمن، وتجعل الدواء الخاص به مجانيا ليتمكن المرضى من اقتنائه بسهولة.