فازت مولودية وهران ونال أنصارها ما انتظروه منذ بداية الموسم، وهو هزم فريق أولمبي الشلف، الذي لم يكن يعنيهم إن كان رائدا أم لا، بقدر ما همهم وشغلهم الشاغل عودة الشلفاوة خائبين إلى ديارهم بأي ثمن، وتبا إن عوقبوا بعدم مناصرة فريقهم في المقابلات القادمة حتى وإن كانت مهمة جدا كلقاء وفاق سطيف. وكما كان منتظرا أيضا، سارت المباراة في أجواء مشحونة جدا، ففضلا عن المدرجات التي لم تهدأ من صراخ وسب حتى قبل أن تطأ أقدام لاعبي الشلف أرضية الميدان لإجراء الحركات التسخينية، اندلعت مواجهات جسدية بين لاعبي الفريقين الذين حولوا أرضية الميدان إلى حلبة ملاكمة، تفاعل معها الجمهورالحاضر الذي زاد على أفعاله السابقة إمطار أرضية الميدان بشتى أنواع المقذوفات من حجارة وشماريخ ومقاعد، قبل أن تتدخل قوات الأمن لتفرق المتعاركين في مشهد يندى له الجبين، ويؤكد مرة أخرى أن هذه الذهنيات لازالت بعيدة جدا عن الاحتراف. قرار تحكيمي غريب! والسبب في هذا العراك هو التلاسن الذي وقع بين اللاعبين الوهراني بن عطية والشلفي جديات، تحول بعد ذلك إلى معركة حقيقية أوقفها التدخل الفعال لعناصر الأمن الوطني الذين أدوا واجبهم كاملا في هذه الحادثة وطيلة أطوارالمباراة، التي أمنوا ظروفها جيدا، وهذا باعتراف رئيس أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار الذي أثنى عليهم كثيرا. بعدها انطلق الفريقان في نزالهما عاديا لكن من دون المتسببين في تلك المعركة بن عطية وجديات، اللذين قيل أن الحكم عبيد شارف أقصاهما بالبطاقة الحمراء بحسب مراقب المقابلة السيد زرهوني ومدرب المولودية أحمد سليماني، لكن مدرب أولمبي الشلف إيغيل مزيان كان له قول آخر أفصح عنه باستغراب، مضمونه أن الحكم الرئيسي هدد اللاعبين بالإقصاء إن هما شاركا فريقهما رسميا في المقابلة، وهو ما استهجنه مزيان كثيرا، وعلق عليه بأنه قرار لم يصادف مثله طيلة مشواره الرياضي سواء كلاعب أومدرب. مدوار :خسارتنا عادية لكن وفق مؤامرة حيكت لنا عبد الكريم مدوار رئيس فريق أولمبي الشلف، اعترف بأن المباراة جرت في أجواء مشحونة. وأضاف يقول : '' لقد افتعلت فيها أشياء واستفزازات حتى يتأثر فريقنا ويتكثف الضغط عليه، وكان اليوم ضحية مؤامرة حيكت بإحكام بدأت أثناء قيام لاعبينا بالحركات الإحمائية والاعتداء على المكلف بالعتاد، وهذه المباراة كانت مصيرية للمولودية وبعض مسؤوليها الذين ربطوا مصيرهم بنتيجتها، ولو جرت في ظروف عادية لتمكنا من العودة على الأقل بنقطة التعادل وبكل سهولة، وحماسة لاعبي المولودية التي شاهدناها اليوم حفزتها مواجهتهم للأولمبي فقط، وسنرى إن كانت ستستمر في مواجهة الفرق الأخرى بنفس العزيمة، ومن جانبنا علينا أن ننسى هذه المقابلة والالتفات إلى ما هو قادم لتعويض ما ضعيناه أمام المولودية، ولن يكون إلا بالفوز بالمبارتين اللتين سنستقبل فيهما تباعا بميداننا شبيبة القبائل وشباب بلوزداد''. وجدد مدوارالقول، بأنه مستعد لإقامة الصلح مع أي كان من ممثلي مولودية وهران ''فالمهم هو توقيف هذه المشاحنات بين فريقين جارين عريقين تاريخهما الرياضي يجمعهما أكثر مما يفرقهما، لكن يبدو أن هناك من الطرف الآخر من يبغي استمرار هذا التشاحن، الذي لا يخدم الفريقين وجماهيرهما والكرة الجزائرية عموما''. إيغيل : التعادل الأقرب إلى المنطق أما مدربه إيغيل مزيان، وبعدما تناول حادثة إقصاء الحكم عبيد شارف للاعبين بن عطية وجديات بإسهاب، اكتفى في تحليله التقني بالقول أن التعادل كان الأقرب إلى المنطق ''لأن المباراة كانت متكافئة لعبا وفرصا، والمولودية استغلت واحدة لتحرمنا من نقطة كنا نستحقها، خاصة بعد أدائنا الجيد في الشوط الثاني، على كل حال ليس هذا التعثر هو الذي سيوقفنا، بل سنواصل مشوارنا بنفس العزيمة حتى نحقق مبتغانا في البطولة''. سليماني : نستحق الفوز والضغط كان كبيرا على فريقي أحمد سليماني مدرب المولودية الوهرانية، الذي نجا من الإقالة الحتمية لو خسر المباراة أمام أولمبي الشلف، كان سعيدا جدا بالانتصار، الذي قال عنه بأنه مستحق وبأداء لاعبيه '' فقد قدم فريقي استعراضا كرويا، خاصة بعدما ارتفعت معنويات لاعبيه بكسبهم للتقدم في النتيجة، والحقيقة أن الضغط كان كبيرا ليس على فريقي فحسب، بل وعلى الفريق الخصم أيضا، الذي نجحنا في كبح قوته الضاربة في وسط الميدان، بعدما كسبنا معركته بإقحامنا زيدان في هذه المنطقة الحساسة، والذي أدى دوره على أحسن وجه، وأشكر أنصارنا كثيرا على وقوفهم الفعال وراء فريقهم وأتمناهم دائما هكذا''. عبد الإله :انتصار سيفتح شهيتنا كثيرا العربي عبد الإله رئيس الفرع، كان الوحيد من مسيري المولودية الذي بقي في الملعب لمشاهدة المباراة لكن من النفق المؤدي لغرف تبديل الملابس، لأنه لا يزال مغضوبا عليه من قبل ''الحمراوة ''، بعدما غادره الرئيس الطيب محياوي فور تحادثه مع لاعبيه لمدة قصيرة في غرف تبديل الملابس. عبد الإله قال بأن هذا الانتصار لم يوقف سلسلة النتائج السلبية التي استمرت لست جولات فحسب، بل سيفتح شهية فريقه لتحقيق انتصارات أخرى في المباريات المتبقية، للعودة إلى كوكبة المقدمة والطموح إلى نيل مرتبة مؤهلة لمنافسة دولية. مؤكدا أن ثمن هذا الفوز منحة ب10 ملايين سنتيم تمنح لكل لاعب حمراوي. عقوبة ثقيلة هذه المرة ما شهدته المباراة بين المولودية والأولمبي قبل وطيلة أطوارها من إمطار أرضية الميدان بشتى أنواع المقذوفات، وبكل ما أمسكت به أيدي ''الحمراوة''، سيدفعون - ومعهم فريقهم - ثمنه غاليا هذه المرة، بحرمانهم من ولوج ملعب أحمد زبانة، وقد تفوق العقوبة المباراة الواحدة، لأنها المرة الثالثة التي ينذر فيها الوهرانيون على سوء تصرفهم، بعد لقاء شباب بلوزداد في ملعب 20 أوت بالعاصمة وضد مولودية سعيدة بملعب زبانة.