وصل رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما أمس إلى العاصمة الليبية طرابلس في مهمة تبدو صعبة لاحتواء الأزمة في هذا البلد بالطرق السلمية وهي التي تجاوزت شهرها الثالث دون مؤشرات لتسويتها على الأقل في المستقبل القريب. وقالت زيزي كودوا المتحدثة باسم الاتحاد الإفريقي إن زيارة زوما تعتبر جزءا من جهود الاتحاد الإفريقي لإقناع ليبيا بانتهاج الإصلاح السياسي لحل الأزمة المتفاقمة في هذا البلد. ويجري الرئيس الجنوب إفريقي محادثات مع العقيد الليبي معمر القذافي في مسعى للتوصل إلى أرضية توافقية بينه وبين المعارضة المسلحة التي دخلت في مواجهات دامية مع القوات النظامية في محاولة لإسقاط نظام القذافي هذا الأخير الذي رفض التنحي عن منصبه ولا يزال يقاوم إلى آخر لحظة. كما سبق وأكد خلال خطاباته السابقة أثناء اندلاع الأزمة في ليبيا. وأقر أحد مستشاري القذافي بأن زيارة الرئيس زوما قد تكون الفرصة الأخيرة للتوصل إلى حل دبلوماسي لكنه بالمقابل أصر على أنه ''لا احتمال هناك بتنحيه كما تطالب بذلك المعارضة والمجموعة الدولية. وأكد المجلس الانتقالي أمس أن ثمانية ضباط من بينهم أربعة جنرالات من القوات الموالية للعقيد القذافي انشقت عنه وانضمت إلى صفوف المعارضة. وقال محمود شمام مسؤول الإعلام في المجلس الانتقالي الوطني أن العسكريين الثمانية يوجدون حاليا بالعاصمة الايطالية روما وسيتحدثون لوسائل الإعلام لعرض تجربتهم وآرائهم. وان صحت هذه المعلومات فسيكون القذافي قد فقد المزيد من معاونيه مما سينعكس سلبا على درجة صموده على رأس السلطة في طرابلس. وفي انتظار ما ستسفر عنه زيارة الرئيس الجنوب إفريقي إلى طرابلس أعلن السيد رمضان لعمامرة مفوض السلم والأمن للاتحاد الإفريقي أن المنظمات الدولية والإقليمية بصدد وضع تصور مشترك يصب في اتجاه حل سلمي للأزمة الليبية. وقال السيد لعمامرة في ختام الاجتماع التشاوري الذي ضم مسؤوليين عن الأممالمتحدة والجامعة العربية والاتحادين الإفريقي والأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالعاصمة المصرية أن التنسيق ''يبشر بخير ونحن بصدد وضع تصور مشترك يكون مبني على وقائع وقواسم مشتركة التي تربطنا كمنظمات وهي تصب في توجه واحد وهو انه حان الأوان للعمل وبجدية من اجل الحل السلمي للأزمة الليبية''. وأضاف المسؤول الإفريقي أن ''الاجتماع التنسيقي بين المنظمات الخمس جاء من منطلق حرصها على تنسيق جهودها وتبادل المعلومات والتحاليل بشكل يضع الأسس لعمل مشترك قصد تطبيق ما هم مقتنعين به''. وتسعى هذه المنظمات الى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار يكون ذا مصداقية وفعال في ليبيا ضمن عملية سياسية من بين مقوماتها الأساسية سن مرحلة انتقالية توافقية تتاح فيها الفرصة لكافة الأطراف الليبية لوضع الاصطلاحات الضرورية للاستجابة لطموحات الشعب الليبي. وبمقابل المساعي السلمية لاحتواء الأزمة الليبية اتهم النظام الليبي حلف الشمال الأطلسي بقتل 11 مدنيا خلال قصفه أمس لمواقع مدنية وعسكرية بمنطقة الزلتان 150 كلم شرق العاصمة طرابلس كما قالت وكالة الأنباء الليبية إن الطيران الحربي لحلف الناتو قصف أيضا مدينة الجفرة الواقعة على بعد 600 كلم جنوبطرابلس.