يجتمع اليوم وزير الداخلية بالولاة في لقاء يدوم يومين لبحث سبل تطبيق توجيهات رئيس الجمهورية حول تخفيف الإجراءات البيروقراطية التي يعاني منها المواطن وتكييف عمل الإدارة الجزائرية مع التحولات والتطور الذي يشهده المجتمع. ولا يخفى على أحد أن الكثير من الذهنيات التي تسير بها إداراتنا في تعاملاتها مع المواطن لا تزال بعيدة عن طموحات المجتمع، لأن شعار ''المزية'' الذي ترفعه إداراتنا في تعاملها مع المواطن يجب أن يحذف نهائيا من القاموس، ليستبدل بشعار ''الإدارة في خدمة المواطن'' والملاحظ أن البيروقراطية بلغت مستوى أخطر من البطالة، بحيث أصبحت اللامبالاة هي السائدة وتدفع إلى أشكال من الانحراف كالرشوة والفساد. لذا فالإصلاحات التي شهدتها البلاد مهما كانت نتائجها فإنها تبقى ناقصة بدون إصلاح إداري يقضي على البيروقراطية وما تسببه من ظاهرة الانحراف الإداري يدفع بالمواطن إلى فقدان الثقة في مؤسساته الإدارية. وعليه، فإن المجالس والسلطات المحلية مطالبة بأن تلعب دورها كاملا وبفعالية في محاربة كل ما من شأنه أن يهز علاقة الثقة بين المواطن ومؤسساته، ولن يتأتى ذلك لا بالشعارات ولا بالجلوس ثماني ساعات وراء المكاتب، وإنما بالحرص في الميدان على جعل الإدارة حقا في خدمة المواطن وعلى أن توجيهات رئيس الجمهورية مطبقة فعلا ويجني ثمارها المواطن.