حسم أمر لقب بطولة الموسم الحالي، لصالح جمعية الشلف لأول مرة في تاريخ مسيرة هذا الفريق، وذلك قبل أربع جولات من إسدال الستار عن منافسة هذا العام، بعد أن كان الفريق يحتاج فقط إلى تعثر ملاحقه المباشر شباب بلوزداد، الذي انهزم في لقاء تسوية رزنامة البطولة أمام اتحاد الحراش بهدف لصفر، لتعلن الأفراح عند ''جوارح'' الشلف، الذين سيلعبون اللقاءات المتبقية في جو من الاحتفالات، وهم يستحقون ذلك لأنهم حافظوا على صدارة ترتيب البطولة منذ انطلاق الموسم، ولم ينتظروا إلى الدقائق الأخيرة حتى يفوزوا بالبطولة الأولى في تاريخ النادي. وبفارق في النقاط وصل إلى 12 نقطة كاملة وقبل نهاية البطولة بأربع لقاءات، حقق ''الجوارح'' الهدف الذي سطروه منذ انطلاق البطولة الوطنية، ليكون لهم الشرف في التتويج بأول بطولة احترافية في الجزائر بعد أن حقق حصيلة إيجابية، فمن بين 26 مقابلة لعبها، فاز ب 17 منها، وتعادل في 5 ولم ينهزم سوى في أربع مباريات، مسجلا 42 هدفا لحد الآن توجت المهاجم هلال سوداني بلقب أحسن هداف ب 15 هدفا. الثقة في أبناء الفريق صنعت الفارق ولعل من بين الأسباب التي جعلت فريق جمعية الشلف يتفوق هذا العام على بعض الأندية التي كانت تتربع على عرش البطولة الوطنية منذ سنوات، والتي عرفت تراجعا ملحوظا في مستواها، حيث لم تعد تقدر حتى على لعب الأدوار الأولى، على غرار اتحاد العاصمة أو شبيبة القبائل وحتى مولودية الجزائر وبنسبة أقل وفاق سطيف، نجد سياسة التكوين الذي تنتهجتها إدارة الجمعية التي تعتمد بالدرجة الأولى على لاعبيها المكونين في الفريق مع إجراء بعض الاستقدامات النوعية فقط، حيث تعتبر الجمعية مدرسة كروية رائدة في هذا المجال. لمسة إيغيل وصرامته عامل مهم في تتويج الفريق عامل آخر كان له الدور الكبير في حصول الجمعية على لقب البطولة، هو لمسة المدرب إيغيل مزيان، العائد إلى مجال التدريب بقوة كبيرة، بعد غياب دام سنوات، فقد عرف كيف يسير فريقه وكيف يدفع بلاعبيه، خاصة منهم الشبان إلى الأمام، فهو معروف بصرامته وكفاءته الكبيرة، إلى جانب حنكته في التدريب التي اكتسبها من خلال تجربته الواسعة في الميدان هذا النجاح جعله يتوج أحسن مدرب في استفتاء جريدة ''ماراكانا'' المختصة، كما تم ترشيحه من قبل المتتبعين لقيادة المنتخب الوطني الجزائري، معتبرين أنه الرجل الذي يمكنه أن يعيد الأمور إلى نصابها. المسيرون أعطوا كل الصلاحيات للمدرب العامل الثالث الذي كان في صالح فريق جمعية الشلف، هو عدم تدخل الرئيس عبد الكريم مدوار والمسيرين في عمل المدرب إيغيل مزيان، المعروف بشخصيته القوية وعدم قبوله التدخل في عمله، هذه الورقة البيضاء التي منحها مدوار لمدربه، جعلت هذا الأخير يعمل في ظروف مريحة، مع طاقم فني أظهر إمكانيات كبيرة، كللت بالتتويج بأول لقب للفريق، فالهدف تحقق وبقي أن يقنع مدوار مدربه بالبقاء لموسم آخر، خاصة وأن هذا الأخير يتواجد على طاولة استقدامات العديد من الأندية، التي تريد الاستفادة من خبرته في مجال التدريب-.