هدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، بتجميد عضوية بلاده في الاتحاد من أجل المتوسط في حال واصل الاتحاد الأوروبي مواقفه العدائية تجاه بلاده وعلى خلفية لجوئه إلى فرض عقوبات عليها بسبب الأحداث التي تعيشها سوريا منذ فيفري الماضي. وخرجت السلطات السورية عن صمتها، أمس، إزاء الانتقادات الدولية المتلاحقة ضدها، مؤكدة أنها ترفض كل تدخل في شؤونها الداخلية في إشارة إلى مواقف الدول الغربية التي تلت خطاب الرئيس بشار الأسد أول أمس. وأكد وزير الخارجية السوري في ندوة صحفية عقدها، أمس، بالعاصمة دمشق، أن بلاده ترفض كل تدخل أجنبي في شؤونها الداخلية وأن الشعب السوري بإمكانه التوصل إلى نقاط التقاء لحل خلافاته وأنه لا أحد من خارج البلاد له الحق في أن يفرض علينا وجهة نظره'' في إشارة واضحة إلى الانتقادات اللاذعة التي ما انفكت توجهها العديد من العواصمالغربية إلى طريقة التعامل التي انتهجتها قوات الأمن السورية إزاء المتظاهرين المطالبين بإصلاحات سياسية في هذا البلد. وخص وليد المعلم نظيره الفرنسي ألان جوبي بسيل من الانتقادات وقال إنه مازال يعيش أوهاما استعمارية على اعتبار أن فرنسا فرضت حمايتها على سوريا عشرينيات القرن الماضي. وقال إن جوبي مازال يعيش وهم الفترة الاستعمارية في سوريا ولكننا نقول له إن فرنسا هذه المرة لن يكون لها أي تأثير على الوضع الداخلي السوري''. واتهم وليد المعلم نظيره الفرنسي بمحاولة إعطاء الحق لنفسه في منح الشرعية لهذا النظام أو ذاك واعتبر أن العقوبات التي سلطها الاتحاد الأوروبي على بلاده بمثابة إعلان حرب عليها. وأعاب رئيس الدبلوماسية السوري على المسؤولين الأوروبيين عدم تنقلهم إلى سوريا لمعرفة حقيقة ما يجري وسارعوا إلى فرض عقوبات عليها وهم الآن يهددون قوت الشعب السوري. وقال إن ذلك يعد بمثابة إعلان حرب علينا. ونفى المسؤول السوري كل الاتهامات التي وجهتها الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة باتجاه النظام السوري بدعوى أنه ينفذ رزنامة إيرانية وأن النظام السوري تلقى مساعدات من طهران وحزب الله اللبناني في هذا الشأن لضرب المتظاهرين. ولم يشأ الوزير السوري تعكير صفو العلاقات بين بلاده وتركيا وأكد أن دمشق تأمل في إقامة علاقات متميزة مع أنقرة دون أن يمنعه ذلك من مطالبة السلطات التركية بإعادة النظر في موقفها إزاء بلاده على خلفية الأحداث التي تعيشها منذ أشهر. وقال وليد المعلم إننا متمسكون بإقامة علاقات متينة مع تركيا التي تجمعنا بها حدود ممتدة على طول 800 كلم ونحن لا نريد أن نقضي على جهود سنوات بذلناها سويا من أجل إقامة علاقات متميزة، معبرا عن أمله في أن تعيد أنقرة النظر في حقيقة ما يجري. وكانت الإشارة واضحة إلى الانتقادات التي وجهها الرئيس عبد الله غول إلى السلطات السورية والتي طالبها بإصلاحات جذرية في طبيعة النظام السوري وبشكل واضح وحقيقي''.