كشفت صحيفة ''دايلي ميل'' البريطانية في عددها الصادر أمس، أن زوجة الرئيس السوري أسماء الأسد موجودة سرا في بريطانيا منذ ثلاثة أسابيع بعيد اندلاع التظاهرات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. ونقلت الصحيفة عن ''معلومات مصادر عربية'' قولها إن السيدة السورية الأولى ''هربت إلى بريطانيا حيث يوجد والدها الدكتور فواز الأخرس المتخصص بأمراض القلب، ووالدتها سحر العطري. الدبلوماسية السورية السابقة في منطقة أكتون في إحدى ضواحي العاصمة البريطانية، وإنها موجودة حاليا إما في منزلها الفاخر في لندن أو منزل آخر في الأرياف مع أبنائها الثلاثة الذين خرجوا معها بسرية لم يسبق لها مثيل''. وأكدت الصحيفة، نقلا عن مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى، أن السيدة الأسد البالغة من العمر 35 عاما والتي تحمل الجنسيتين السورية والبريطانية ''تلقت تحذيرا جديا بوجوب مغادرة سورية بأسرع وقت ممكن لأن سفك الدماء في شوارع سوريا في تصاعد، فخرجت وسط إجراءات أمنية سرية مشددة مع أبنائها، إلا أنها الآن آمنة في بريطانيا بحماية أمنية مشددة''. وأرجع مسؤول في الحكومة البريطانية قضية ''التستر'' الحكومي على وجود أسماء الأسد في لندن إلى ''الإحراج الذي يمكن أن يصيب رئيس الوزراء ديفيد كاميرون أمام الرأيين العامين الإنجليزي والدولي بسبب مواقفه المتشددة من آل الأسد، وارتكاباتهم ضد الشعب السوري المسالم'. وقال المسؤول في تصريحات لصحيفة ''السياسة'' الكويتية في عددها الصادر أمس، ''لا يمكن أن يتوافق احتضان بريطانيا رسميا لزوجة بشار الأسد مع إحصاءات المنظمات الإنسانية الدولية والعربية حول ارتفاع عدد القتلى من المتظاهرين في المدن السورية إلى أكثر من 800 مدني وعدد المعتقلين إلى ثمانية آلاف، إذ لا يمكننا تبرير السماح لزوجة الديكتاتور السوري وأولادها بدخول بريطانيا رغم أنها تحمل جنسيتها، خصوصا أن العقوبات المقبلة على قادة النظام في دمشق تشمل زوجها أيضا''. من ناحية أخرى، قال ناشطون حقوقيون إن دبابات الجيش السوري تقصف منذ فجر أمس حي باب عمرو في مدينة حمص، وذلك بعد عملية عسكرية بدأها الجيش في بلدة المعضمية جنوب غرب العاصمة دمشق، في حين أفرجت السلطات السورية عن ثلاثمائة شخص تم اعتقالهم في مدينة بانياس الساحلية. وأكد الباحث والناشط الحقوقي السوري نجاتي طيارة أن أهالي حي باب عمرو في مدينة حمص وسط سوريا استيقظوا فجر اليوم على أصوات إطلاق نار كثيف وانتشار عسكري غير مسبوق، واتهم القوات السورية باقتحام الممتلكات الخاصة ونهبها، مضيفا في تصريحات ل''رويترز'' أن حمص تهتز تحت وقع أصوات الانفجارات من قصف الدبابات والأسلحة الآلية الثقيلة. وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، أكدت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين آشتون أمام البرلمان الأوروبي أمس أنها أبلغت وزير الخارجية السوري وليد المعلم ''وجوب تغيير الوضع وتغييره الآن''، معتبرة أن ما يجري في سورية انتفاضة شعبية من أجل الديمقراطية وسلطة القانون وليس مؤامرة خارجية، وإن القمع يفقد النظام شرعيته في الداخل والخارج، وإن القمع والتهديد بالعنف في الداخل والخارج ينتمي لعهد سابق.