ستشرع المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء مع نهاية السنة الجارية في مناقشة العديد من القضايا الهامة المتعلقة بعمل المنظمة على الصعيدين المحلي والدولي، حيث ستعرف هذه السنة إعلان ميلاد المنظمة الافريقية لضحايا الحروب في إطار مواصلة المساعي لتجريم الاستعمار. وستعمل المنظمة في إطار المسار الجديد الذي سطرته من خلال مساهمتها في اتخاذ القرار والعمل على مواصلة النضال، من أجل تجريم كافة أشكال الاستعمار لاسيما على الصعيد الخارجي الإفريقي. وأوضح المكلف بالاعلام والشؤون الثقافية والتاريخية على مستوى المنظمة الحاج بطيبي في لقاء مع ''المساء''، أن السنة القادمة ستسجل نضالا جديدا من ناحية تجريم الاستعمار، حيث ستكثف اللقاءات الميدانية بين القيادة المركزية للمنظمة وأعضاء سامين من الهيئة التنسيقية الإفريقية لأبناء ضحايا الحرب التي يمثلها ''رولان لومومبا''، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقات ستركز المحادثات خلالها حول إمكانية إنشاء منظمة إفريقية تتكفل بضحايا الحروب التي سيكون مقرها بالجزائر العاصمة. وهذا تزامنا مع الذكرى ال57 لاندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة. وأضاف أنه من بين الأعمال الرئيسية التي ستضطلع بها هذه المنظمة الافريقية هو توفير كافة الإجراءات القانونية الكفيلة بالدفاع عن حقوق ضحايا الحروب وأبناء الشهداء على حد سواء. كما ستباشر مهام متابعة مختلف جرائم الاحتلال المرتكبة في الدول الإفريقية. وهذا على غرار التأسيس لإصدار قانون تجريم الاستعمار الذي سيكون ردا كافيا على الأطراف الممجدة للاستعمار. وقال بطيبي في هذا الاطار: ''إن منظمة أبناء الشهداء مستعدة للعمل وتنسيق جهودها مع هذه المنظمة لاتخاذ أي قرار من شأنه خدمة مسعى تجريم الاستعمار وطلب التعويض الذي لن يتم قبوله إلا باعتراف رسمي فرنسي مع إقرار الاعتذار لكافة أبناء الشعب والأمة الوطنية''. وتابع أن عدم اعتراف واعتذار فرنسا عن جرائمها المرتكبة في حق الجزائريين يبقيان وصمة عار في جبينها لن تزيلهما القوانين والتشريعات الممجدة لجلاديها من خلال الاعتراف بالذاكرة الاستعمارية والقوانين الممجدة للحركى. وبخصوص المستجدات حول قانون المجاهد والشهيد، أفصح المسؤول أن المنظمة أنهت تكوين لجنة وطنية تضم إطارات المجلس الوطني والأمانة العامة، لإنجاز حوصلة شاملة عن كافة النصوص والتشريعات القانونية منذ الاستقلال إلى اليوم مع مراجعة بعض المواد المدرجة في القانون التي لم تعد تتماشى مع القانون 0798 لاسيما فئة أبناء الشهداء. مشيرا إلى رفع مذكرة لوزير المجاهدين بغرض تنصيب لجنة مشتركة تسهر على البت في هذه المقترحات. ومن جهة أخرى كشف المتحدث عن تنظيم مسابقات وطنية عبر مختلف المرافق التربوية والجامعية حول الدراسات التاريخية قصد تحفيز الشباب على البحث والتعمق في دراسة تاريخ الثورة التحريرية والتعرف أكثر على الشهداء الأبرار الذين دفعوا أرواحهم ثمنا لانتزاع الاستقلال.