تم أمس، إنشاء منظمة عربية وأخرى افريقية لأبناء الشهداء، بغية المساهمة بطريقة فاعلة في مواصلة الكفاح والنضال ضد الاستعمار، الذي لا تزال بعض الدول العربية والإفريقية ترزح تحت وطأته، ويتعلق الأمر بالمنظمة العربية لأبناء شهداء التحرير الوطني، ومنظمة أبناء الشهداء مقاتلي حركة تحرير افريقيا· وتهدف هاتان المنظمتان اللتان تم الإمضاء على وثيقة تأسيسهما خلال انعقاد المنتدى العربي الإفريقي الذي نظمته المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء بمسرح الهواء الطلق إلى تطوير التعاون بين البلدان في مجال تبادل المعلومات والخبرات الخاصة بالأرشيف حول حركاتها التحررية، مع العمل على إنشاء مؤسسات مشتركة تتكفل بالحفاظ على الذاكرة الجماعية، إلى جانب تبادل الزيارات ودورات التكوين من أجل مساعدة الشباب وإسهامه في معرفة التاريخ التحرري المشترك للمنطقة، مع وضع آليات مشتركة وتنسيق المواقف من أجل استرجاع الأرشيف والذاكرة من الدول الاستعمارية والمؤسسات التي تمتلك هذا النوع من الأرشيف· كما تهدف هذه المنظمة إلى تدعيم علاقات البلدان المنخرطة فيها في إطار قانوني يضمن الإستمرار، الاستقرار والفعالية· وأكدت الأطراف المصادقة على تأسيس هذه المنظمة النضال من أجل بناء وطن عربي متماسك ومتحد بين شعوبه بتضافر جهود الجميع مهما اختلفت الأجناس وتعددت الأعمار، لأن الأوضاع الراهنة تتطلب الكثير من الوعي للوصول إلى نتائج أفضل على كافة المستويات، حسبما جاء في البيان التأسيسي للمنظمة، الذي دعا للتنسيق مع الهيئات والمنظمات الدولية التي لها نفس الاهتمام والشعور، للضغط على القوى التي تريد فرض هيمنتها من خلال الاستعمار وزرع بذور الفكر الكولونيالي لدى الأجيال الصاعدة· وفي هذا السياق ألح البيان التأسيسي على مساندة ومؤازرة الشعوب المكافحة من أجل استرجاع سيادتها وحريتها على غرار الشعب الصحراوي، العراقي واللبناني· وأكد السيد الطيب الهواري الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء، أن منظمته كانت تنوي تأسيس هذه المنظمة منذ انعقاد مؤتمرها الثاني سنة 1994 غير أن ذلك تأخر الى غاية انعقاد المؤتمر الرابع الذي اختتمت أشغاله أول أمس، مشيرا إلى أنها تعد لبنة جديدة في عمل منظمته والعمل الدولي والعلاقات الخارجية التي تربط منظمة أبناء الشهداء مع عدة شعوب عرفت أبشع الاستعمار· وأضاف في هذا السياق أن الدول العربية والافريقية بحاجة اليوم لتقوية روابطها التاريخية لجعل المنطقة حرة بعيدة عن كل الصراعات والضغوطات وهي الحرية التي لا تستكمل حسب السيد الهواري إلاّ باستقلال الشعب الصحراوي· وعبّر المتحدث عن إلتزام منظمته بالعمل مع الدول الإفريقية لحفظ الذاكرة، من خلال الاستراتيجية التي سطرتها منظمة أبناء الشهداء لحفظ التاريخ المعاصر· وسيتم تشكيل لجنة متابعة لوضع أسس المنتظمين العربية والإفريقية من أجل تحرير نصوصها وتتشكل هذه اللجنة من الأطراف المشاركة في المنظمتين· وخلال انعقاد المنتدى العربي الإفريقي الذي نظمته منظمة أبناء الشهداء للإعلان عن ميلاد هاتين المنظمتين تحت شعار: "حرب التحرير للمحافظة على الذاكرة الجماعية الافريقية وإثرائها"، اعتبر السيد خليل سيدي امحمد وزير الأراضي المحتلة والأقاليم بالصحراء الغربية، أن هاتين المنظمتين ستكونان إطارا جامعا للدفاع عن حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، داعيا ممثليهما لزيارة الأراضي الصحراوية المحتلة لتقصي الأوضاع هناك وإعداد تقارير حول تدهور حقوق الإنسان بالمنطقة· ومن جهته ذكر السيد رولوند لومبا ابن الزعيم الافريقي باتريس لومبا أنه تم اختيار الجزائر لاحتضان هاتين المنظمتين كونها قبلة للثوار في العالم العربي وافريقيا ورمزا لبلد الشهداء والتضحية في سبيل الحرية· ووجه المنتدى العربي الإفريقي رسالة شكر وعرفان لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، نظير مجهوداته في سبيل مساعدة ودعم أبناء الشهداء وإدماجهم في الحياة الاقتصادية ومراكز القرار في الدولة، وكذا مبادرته الخاصة بالمصالحة الوطنية لتحقيق مجتمع متضامن والتي تلقى دعما واعترافا دوليا· كما اعترف المنتدى بمجهودات الرئيس وموقفه الثابت إزاء القضيتين الصحراوية والفلسطينية ومساندته للشعوب المستعمرة والقضايا العادلة بافريقيا لتحقيق السلم والاستقرار والأمن، في إطار مبادرة "النيباد"·