جدّد المجلس الإسلامي الأعلى في اختتام دورته العادية ال49 تثمينه للمشاورات السياسية التي تمت في إطار مشروع الإصلاحات السياسية، معبرا عن أمله في أن تحقق النتائج المنشودة ما يكفل للجزائر التقدم والازدهار ويحفظ لها مقوماتها ووحدتها الجامعة. ودرس المجلس في ختام هذه الدورة التي نظمها بالمقر الوطني بالجزائر العاصمة برئاسة الدكتور الشيخ بوعمران جملة من النقاط تتعلق بنشاطه بين الدورتين وبرنامج عمله في الفصل القادم، فضلا عن مناقشة قضايا مختلفة تهم المجتمع الجزائر خاصة والأمة الإسلامية عامة. وخلص المجلس الإسلامي الأعلى في بيان له بعد دراسة النقاط المدرجة في جدول الأعمال الى تحديد موقفه من بعض القضايا الهامة، معبرا عن أسفه من استفحال الفوضى في مجال الإرشاد والفتوى الذي صار يؤدي هذه المهمة أناس ليسوا أهلا لها فضلا عن اتسامهم بالتعصب الضيق والغلو الفكري المنافي لتعاليم الأمة الإسلامية. وجاء في البيان أن المؤهل للافتاء عليه أن يكون من أهل العلم والاختصاص العارفين بمقاصد الشريعة الإسلامية، كما ينبغي لمتصدر التوجيه والإرشاد كذلك أن يدعو الى الله بالكلمة والموعظة الحسنة بلا إفراط ولا تفريط أو تقصير. كما أشار بيان المجلس الى الاستهداف الخطير الذي يطال المسلمين في عقيدتهم وأداء شعائر دينهم في بعض بلدان العالم بسبب الجهل بالاسلام ومقاصد رسالته التي جعلها الله رحمة للعالمين، حيث يرى في هذا الإطار ضرورة تغليب لغة الحوار بين الديانات والحضارات بهدف إزالة سوء الفهم الذي يحدث اختلالا في العلاقات الروحية والثقافية بين المسلمين وغيرهم. وبخصوص الحصار واستمرار العدوان على الشعب الفلسطيني الشقيق أكد المجلس أنه يشجب بقوة الأعمال العدوانية والجرائم النكراء التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني في ظل الصمت الغريب للشرعية الدولية، مجددا مؤازرته للشعب الفلسطيني وتأييده في نضاله المشروع لاسترجاع أرضه ونيل حقه الطبيعي في الحرية والاستقلال. كما عبر موقفه الداعم للشعوب المتطلعة الى الحرية والعدالة الاجتماعية والحياة الكريمة الآمنة، على ضوء ما يجري في العالمين العربي والإسلامي من انتفاضات شعبية.