وطالب القادة الأفارقة في ختام مناقشتهم لمختلف تطورات الأوضاع في ليبيا من مجلس الأمن الدولي بتطبيق أحكام المادة 16 من معاهدة روما الخاصة بإنشاء محكمة الجنايات الدولية بهدف إلغاء قرار هذه الهيئة القضائية بملاحقة المسؤولين الليبيين. وأكدت الوثيقة المتضمنة لهذا القرار أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي تقدموا بهذا الطلب من أجل ''تحقيق العدالة والسلم'' في تلميح إلى أن كل مسعى لمواصلة العمل بالأوامر الدولية لاعتقال العقيد الليبي يعني بشكل أساسي إفشال كل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء حالة الحرب بين الإخوة الأعداء في هذا البلد الإفريقي. كما طلب المشاركون في القمة من مجموعة الدول الإفريقية في نيويورك ولاهاي ''بمتابعة عن كثب'' تطبيق القرارات التي تم التوصل إليها في قمة مالابو حول المحكمة الجنائية الدولية لإقناع مختلف الأطراف الدولية بعدم تنفيذها واقتناعا منهم بأن مذكرة اعتقال العقيد القذافي ''تعقد بشكل جدي الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي متفاوض حوله للأزمة الليبية وإلى تسوية مسائل اللاعقاب والمصالحة بشكل يأخذ بعين الاعتبار المصالح المتبادلة بين الأطراف المعنية''. كما دعت الندوة المفوضية الإفريقية بالتعاون مع لجنة الممثلين الدائمين إلى ''التفكير حول السبل المثلى للدفاع عن مصالح إفريقيا والحفاظ عليها في النظام القضائي الدولي ومواصلة تطبيق القرارات''. كما تمت دعوة المفوضية الإفريقية إلى ''تطبيق قرارات الندوة بتخويل المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بالاختصاص الذي يمكنها من النظر في الجرائم الدولية الخطيرة المرتكبة على الأراضي الإفريقية''. وطلب المشاركون أيضا من المفوضية الإفريقية ''بمتابعة هذه القضية وتقديم تقرير منتظم حول تطبيق القرارات المختلفة للندوة حول المحكمة الجنائية الدولية. وأكدت لائحة ندوة الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي مجددا أن تشاد وكينيا وجيبوتي من خلال استقبالها للرئيس السوداني عمر البشير ''قد أوفت بالتزاماتها المتضمنة في المادة 32 من العقد التأسيسي للاتحاد الإفريقي والمادة 96 من معاهدة روما وعملت من أجل الحفاظ على السلم والاستقرار في مناطقها''. وبخصوص المصالحة الليبية الليبية صادق الرؤوساء الأفارقة على اتفاق إطار ينتظر طرحه على الأطراف الليبية، حيث اقترحوا من خلالها إبعاد العقيد القذافي من أية ترتيبات لإجراء مفاوضات تهدف إلى إنهاء الوضع في بلاده وكذا تشكيل قوة حفظ سلام إفريقية لإعداد المرحلة الانتقالية في هذا البلد. وقال محافظ السلم والأمن الإفريقي الدبلوماسي الجزائري رمضان لعمامرة أن الوثيقة طغت على أشغال قمة مالابو واستدعت مفاوضات طويلة وعسيرة بين الرؤوساء الأفارقة والتي تدخل في إطار المساعي الدبلوماسية التي تقوم بها لجنة الوسطاء الأفارقة إلى ليبيا والتي نصت على الشروع في مسار سياسي يلبي التطلعات المشروعة للشعب الليبي في تحقيق الديمقراطية على أن تنتهي المرحلة الانتقالية بإجراء انتخابات ديمقراطية. يذكر أن أشغال قمة الاتحاد الإفريقي بعاصمة غينيا الاستوائية اختتمت مساء الجمعة بعد ثلاثة أيام من الاجتماعات الماراطونية طغت عليها الأوضاع في ليبيا والسودان.