ينتظر سكان دوار بني عثمان، شمال شرق بلدية مزغنة، مساعدات الدولة للعودة إلى أراضيهم بالمناطق التي نزحوا منها خلال العشرية الصعبة، من أجل خدمتها والاستقرار بالريف الذي يعد مصدر رزقهم، وتؤكد المعلومات أن ثلث سكان هذا الدوار نزحوا نحو البلديات المجاورة، أما الباقون فيعيشون على ما تدر عليهم أرضهم الخصبة من لقمة عيش، في انتظار مساعدات مصالح الفلاحة والتنمية المندمجة. وفي جولتنا التي قادتنا إلى الدوار، لم نجد إلا القليل من شباب بني عثمان، حيث سألنا الشاب (ع منير) عن أقرانه فأجابنا أن جلهم ممن أتموا دراستهم يتجهون صوب الحقول والبساتين المنتشرة عبر حافة واد يسر الذي يشق القرية إلى شطرين، ليعملوا هناك في الفلاحة كزراعة القمح والشعير الذي يدر عليهم منتوجا يقيهم الفاقة، بينما بقية الشباب، حسب محدثنا، يتجهون إلى ورشات البناء في العاصمة والولايات المجاورة للعمل من أجل كسب قوتهم. أما القلة القليلة من الذين واصلوا دراستهم بالجامعات والمعاهد، فينتظرهم عمل واحد ألا وهوالعمل في إطار الشبكة الاجتماعية، حيث يتقاضون ثلاث آلاف دينار شهريا، وهي منحة لا تكفي حسب الشاب (ه ن)، متخرج من معهد العلوم السياسية والإعلام منذ ثلاث سنوات، ويشتغل في إحدى المصالح التابعة للبلدية، مضيفا أنه تقدم في العديد من المرات للإمتحانات والمسابقات التي تنظم على المستوى المحلي والولائي، مشيرا إلى أنه سيواصل حرث و زرع أرضه، من أجل سد رمق العائلة، وسيشارك في جميع المسابقات حتى أضفر بمنصب شغل أحسن. الخدمات الصحية غائبة أما عن المرافق التنموية، فتكاد تكون معدومة باستثناء المدرسة الابتدائية، فإن انعدام قاعة للعلاج يبقى الشغل الشاغل لسكان بني عثمان، حيث يضطر السكان لقطع أكثر من ثلاث كيلومترات للوصول إلى قاعة العلاج الوحيدة الموجودة على مستوى البلدية، والتي تفتقر لجل الوسائل المطلوبة في الحالات المستعصية، أما فيما يخص الحوامل، فإنهن يتوجهن إلى مستشفى بلدية تابلاط الذي يبعد عن المنطقة ب25 كلم، مطالبين من السلطات المعنية بتوفير هذا المرفق الصحي، بالإضافة إلى تدعيم قاعة العلاج التابعة لبلدية الحوضين بجناح التوليد، من أجل تخفيف العبء عن النساء والأطفال. الكهرباء هاجس دوار بني عثمان أما عن الكهرباء، فأكد لنا بعض من التقتهم أنهم لم ينعموا بنور المصابيح، مطالبين السلطات المعنية إيصال الكهرباء حيث يضطر هؤلاء السكان الذين لا يتوفرون على الكهرباء إلى توصيل بيوتهم بالكهرباء مباشرة من الأعمدة، وهو ما يشكل خطرا كبيراعلى سلامتهم، لكن حسب من تحدثنا إليهم، كان هذاآخر حل بعد المراسلات العديدة للمعنيين، ولكن حسبهم لا مجيب لنداءاتهم المتكررة، مشيرين إلى أنهم لا يستطيعون العيش بدون كهرباء، وهو حقهم الطبيعي ونحن في .2011 تعبيد الطريق والنقل المدرسي مطلب السكان وفي سياق متصل، ناشد أبناء دوار بني عثمان السلطات المعنية ضرورة تعبيد الطريق الوحيد الذي يوصل إلى مقر البلدية، حيث يشهد حالة مزرية لتكثر الحفر وبرك الماء، ويجد التلاميذ الذين يقصدون المتوسطة، الموجودة على مستوى الحوضين أوالثانويات المتواجدة في مدينة تابلاط، صعوبة كبيرة في الوصول إلى مؤسساتهم التعليمية، كما طالبوا بتوفير النقل المدرسي الذي اعتبروه غير كاف.