يعاني سكان دوار المعامرية غرب بلدية مزغنة ،والتي تبعد عن مقر ولاية المدية بأكثر من 100 كلم ، من غياب تام لمقومات التنمية رغم أن هذه القرية من بين أكبر التجمعات السكانية على مستوى المنطقة ، إلا أن مرارة مرارة العيش و قساوة التهميش أصابت جل سكان المنطقة ، فما عدى مفرزة الحرس البلدية وابتدائية ، فإن كل المشاريع التي من المفروض توفرها كقاعة العلاج و تهيئة الطرق تبقى بعيدة المنال عن سكان المعامرية الذين عانوا خلال سنوات الجمر من ويلات القتل و التدمير و النزوح حيث نزح ثلثي سكانها إلى البلديات المجاورة خلال سنوات المأساة الوطنية ،ويعيش الباقون على ما تدر عليهم أرضهم الخصبة من لقمة عيش . وفي جولتنا التي قادتنا إلى الدوار صدمتنا قلة الحركة و كأن هذه القرية تعيش سكونا رهيبا ، فماعدا بعض الشيوخ و القليل من الشباب الذين شرعوا في عملية الحصاد مبكرا هذه السنة حيث وجدنا الفرحة تغمر محيا كل فلاحي المنطقة نظرا للمحصول الوافر من القمح خلال هذه السنة الفلاحية حيث استبشر الفلاحون بأن تكون هذه السنة سنة خير ، كون القمح يعتبر الدخل الأوحد لهم حيث يخزنون بعضه و يبيعون الآخر ، بالإضافة إلى ما يدر عليهم بيع الخرطال ، سألنا عن بقية السكان فأجابونا أن جل شباب المنطقة مجندين في صفوف الحرس البلدي أما البقية فهم إما في الحقول أو يعملون في ورشات البناء في العاصمة و الولايات المجاورة من أجل كسب قوتهم بالحلال رغم الأوضاع المزية التي يتميز بها هذا العمل . أما القلة القليلة من الذين واصلوا دراستهم بالمعاهد و الجامعات أجابنا أحد السكان أن المكان الوحيد وجدوه في العمل في إطار الشبكة الاجتماعية حيث يتقاضون ثلاث ألاف دينار شهريا، وهي منحة لا تكفي " لإعالة عائلة من عشرة أفراد مع والد متقاعد وأم كبيرة في السن " وهذا حسب حسب الشاب (ق- م) شاب جامعي متخرج من الحقوق منذ ثلاث سنوات و يشتغل في إحدى المصالح التابعة للبلدية مضيفا أنه تقدم في العديد من المرات للامتحانات و المسابقات التي تنظم على المستوى المحلي و الولائي " لكن نظرا لافتقاري للوساطة ، لم أنجح بعد " مشيرا إلى أنه سيواصل حرث و زرع أرضه " من أجل سد رمق العائلة،وسيشارك في جميع المسابقات "حتى أضفر بمنصب شغل أحسن به دخل عائلتي " ختم محدثنا كلامه . هذه عينة عن شباب هذا الدوار ، أما في يخص المرافق التنموية فهي تكاد تكون معدومة فما عدا المدرسة الابتدائية ، فإن انعدام قاعة للعلاج يبقى الشغل الشاغل لأبناء القطاطش وحسب السيد (س-خ ) فإن السكان يضطرون لقطع أكثر من أربعة كيلومترات للوصول إلى قاعة العلاج الوحيدة الموجودة على مستوى البلدية ، و التي " تفتقر لجل الوسائل المطلوبة في الحالات الاستعجالية" ، أما فيما يخص الحوامل من نساء الدوار فإنهم يتوجهون إلى مستشفى بلدية تابلاط و الذي يبعد عن المنطقة ب20 كلم ، مطالبا في ختام حديثه ضرورة توفير هذا المرفق الصحي ، بالإضافة إلى تدعيم قاعة العلاج التابعة لبلدية مزغنة بجناح للتوليد وهذا " من أجل تخفيف العبء عن نسائنا و أطفالنا " ختم محدثنا كلامه . وفي سياق متصل ناشد أبناء دوار القطاطش المعنيين ضرورة تعبيد الطريق الوحيد الذي يوصل إلى مقر البلدية حيث يشهد حالة مزرية ، حيث تكثر الحفر ، والمستنقعات ، ويجد التلاميذ الذين يقصدون المتوسطة الموجودة على مستوى بلدية مزغنة أو الثانويات المتواجدة في مدينة تابلاط ، صعوبة كبيرة في الوصول إلى مؤسساتهم التعليمية ،كما طالبوا بتوفير النقل المدرسي الذي اعتبروه غير كافي ، وهي مطالب اعتبرها العديد من المتحدثين " ممكنة التجسيد ، لو كانت النية و الإرادة من قبل المعنيين " .