دعوة الشركات الإسبانية إلى المشاركة في برنامج الطاقات المتجددة دعا وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي، أول أمس الخميس، بحاسي الرمل، حوالي- 110 كلم جنوبالأغواط- الشركات الإسبانية إلى المشاركة في تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة. وفي مداخلة له لدى إشرافه على تدشين المحطة الكهربائية الهجينة بحاسي الرمل أبرز السيد يوسفي أن إنجاز هذه المحطة ما هو إلا ''نتيجة مثمرة لتعاون جزائري-إسباني''. ومن جهة أخرى، عبر السيد يوسفي عن أمله في ''استمرار هذا التعاون من خلال مشاريع أخرى في مجال الطاقة المتجددة التي يراد تكريسها في إطار تنفيذ البرنامج الوطني من أجل تطوير هاته الطاقات المصادق عليه مؤخرا من طرف الحكومة''. كما تم إنجاز المحطة الهجينة بحاسي الرمل في إطار شراكة بين الشركة الجزائرية نيال (الطاقة الجديدةالجزائر) والشركة الإسبانية أبينير لاستثمار يراوح 350 مليون أورو. وأشرف السيد يوسفي على تدشين هذه المحطة الكهربائة الهجينة مع وزير الصناعة والسياحة والتجارة الإسباني السيد ميغيل سيباستيان الذي حل بمدينة حاسي الرمل على متن طائرة خاصة. وفي رده على دعوة الوزير الإسباني للانضمام إلى النظام المتوسطي للطاقة الشمسية أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري السيد يوسف يوسفي أن الجزائر تتوفر على برنامجها الخاص بالطاقات الجديدة والمتجددة إلا أنها تظل -كما قال- ''منفتحة على كل اقتراح للشراكة والتعاون في هذا المجال''. أما بخصوص المستخدمين المكلفين باستغلال المحطة فقد أشار السيد يوسفي إلى أنه من بين 70 عاملا هناك 65 جزائريا. ومن جهته، أكد وزير الصناعة والسياحة والتجارة الإسباني السيد ميغال سيباستيان استعداد بلاده للمساهمة في تجسيد البرنامج الجزائري لتطوير الطاقات الجديدة والمتجددة. وأعرب الوزير الإسباني خلال حفل تدشين المحطة الكهربائية الهجينة بحاسي الرمل عن إرادة إسبانيا في أن تصبح ''شريكا استراتيجيا للجزائر'' في الميدان الطاقوي كما تأمل مرافقتها في تطبيق برنامجها الخاص بتطوير الطاقات المتجددة الذي أقرته الحكومة في شهر فيفري الفارط. وأضاف السيد سيباستيان ''إننا نريد مرافقة الجزائر في إنجاز مشاريعها الخاصة بتطوير الطاقات الجديدة والمتجددة التي تشكل خطوة إضافية في تعاوننا الطاقوي''. أما بخصوص المحطة الكهربائية الهجينة بحاسي الرمل فقد اعتبر الوزير الإسباني أن الأمر يتعلق ''بمثال دامغ للتعاون وتجربة نموذجية على مستوى منطقة المتوسط ونموذج ناجع لإنتاج الكهرباء بالنسبة للمناطق الريفية والجبلية المعزولة عن الشبكات الكهربائية التقليدية''. كما أعرب من جهة أخرى عن إرادة بلاده في رؤية الجزائر ''تنضم إلى المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية'' الذي سيسمح للمنطقة برمتها بالاستفادة أكبر قدر ممكن من الطاقة الشمسية من أجل إنتاج الكهرباء والاستجابة للاحتياجات الداخلية وحتى تصدير الفائض من الطاقة''. وأكد في هذا الصدد على ضرورة ربط الشبكات الكهربائية لبلدان حوض المتوسط من أجل السماح لبلدان الضفة الجنوبية بتصدير إنتاجها الكهربائي من الطاقة الشمسية نحو الشمال، داعيا إلى إنجاز مشاريع جديدة مماثلة لتلك الموجودة بحاسي الرمل في إطار المخطط المتوسطي للطاقة الشمسية. وبخصوص دخول سوناطراك في رأس مال المجمع الإسباني ''غاز ناتورال'' ذكر السيد سيباستيان أن الاتفاق المتعلق بهذه المشاركة قد سمح ''بتذليل الخلافات بين الشركة الجزائرية والسلطات الإسبانية في المجال الطاقوي''. وللتذكير فإن المحطة الكهربائية الهجينة (شمس-غاز) بحاسي الرمل التي تعد الأولى في الجزائر والثانية في العالم، إذ تبلغ طاقتها الإنتاجية 150 ميغاوات منها 120 ميغاوات تنتج بواسطة الغاز و30 ميغاوات من الطاقة الشمسية وهي موصولة بالشبكة الكهربائية الوطنية. ويذكر أن إنجاز هذه المحطة قد تم في إطار الشراكة بين الشركة الجزائرية للطاقة الجديدة (نيو إينارجي ألجيريا) والشركة الإسبانية أبنير باستثمار يقدر ب350 مليون أورو. وأعطى افتتاح هذا المشروع الطاقوي الاستراتيجي ''دفعا قويا'' للاستغلال الفعلي للطاقات المتجددة في البرنامج الوطني لتوزيع الطاقات. وسيشكل انطلاق هذه المحطة في العمل الانطلاقة الفعلية للبرنامج الوطني للطاقات المتجددة الذي أقرته الحكومة في شهر فيفري والذي ينص على الرفع من نسبة الطاقات المتجددة من الإنتاج الوطني للكهرباء في آفاق 2030 إلى 40 % . كما أن هذه المحطة التي تم إنجازها في منطقة تيلغمت على بعد 25 كلم شمال حاسي الرمل أكبر حقل غازي في إفريقيا مرشحة لأن تكون مصدرا طاقويا بديلا ونظيفا وتتربع على مساحة 64 هكتارا، حيث يوجد بها 224 جامعا للطاقة الشمسية يبلغ طول كل واحد منها 150 مترا. وتم التوقيع على عقد الإنجاز في جانفي 2007 بين الجانبين. وتعتبر الشركة الجزائرية للطاقة الجديدة (نيو اينارجي الجيريا) شركة بين سوناطراك وسونلغاز والمجمع الصناعي الخاص في الصناعات الغذائية ''سيم'' وتم إنشاؤها بهدف تطوير المشاريع في مجال الطاقات المتجددة.