''$''استأنف مستخدمو الطيران التجاري للجوية الجزائرية العمل إثر إضراب شرعوا فيه منذ الإثنين الماضي للمطالبة بقانون خاص على غرار سلك الفنيين وإعادة تقييم الأجور وحقوق مهنية واجتماعية مختلفة. وقد سمح تدخل الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد بانهاء حالة الانسداد وتقريب وجهات مواقف الطرفين المديرية العامة وممثلي العمال، للدخول في مفاوضات جادة ومسؤولة على أساس إنهاء الإضراب وإلغاء قرارات التوقيف في حق المضربين وهي القطرة التي أفاضت الكأس لولا أن سادت الحكمة. وآثار هذا الموقف الجديد حالة من الارتياح في أوساط المسافرين العالقين عبر عدة مطارات خاصة بفرنسا لتعود إليهم الحيوية من خلال زيارة الوطن الأم والأهل. في هذه الصائفة وتتحول كل المعاناة إلى ذكرى من الماضي. وبدأ الوضع يعود إلى طبيعته صباح أمس بمطار هواري بومدين الدولي بالجزائر العاصمة بعد أربعة أيام من الإضراب الذي قرره مستخدمو طيران الخطوط الجوية الجزائرية. وقد استأنفت الرحلات بشكل طبيعي فيما سيتم ضمان كل الرحلات المبرمجة بعد انتهاء الحركة الاحتجاجية حسب ما أكده مسؤولون من مصالح المطار. وقد انطلقت أول رحلة على الساعة ال 307 صباحا باتجاه باريس. وقد تكونت طوابير انتظار طويلة أمام شبابيك الركوب حسب ما لوحظ بعين المكان. وأوضح مسؤولون بالمطار أن هذه الطوابير «تعود إلى التأخر المتراكم للرحلات خلال الأيام الأربعة للإضراب» ولكن ستتحسن الأوضاع «منذ اليوم كلما تقلص عدد تدفق المسافرين». جهود مضاعفة لضمان الرحلات المبرمجة علم من مصدر بالخطوط الجوية الجزائرية في وقت متأخر أن كل الرحلات المبرمجة أمس الجمعة يتم ضمانها. وأوضح مدير العمليات الأرضية بمطار الجزائر الدولي السيد طوبال الصغير رضا «أن جميع الرحلات المبرمجة أمس الجمعة وما يليها سيتم ضمانها بشكل كلي». وأضاف ذات المصدر أن «هذا الاستئناف للرحلات يأتي على اثر المفاوضات التي جرت بين نقابة مستخدمي الطيران التجاري ومديرية الخطوط الجوية الجزائرية» إلا انه لم يعط تفاصيل إضافية عن نتائج هذه المفاوضات. وقد قامت الخطوط الجوية الجزائرية وبعض شركائها بضمان حوالي 40 رحلة محلية و دولية بين الأربعاء والخميس، إذ قامت شركة الخطوط الجوية لوحدها بضمان حوالي 20 رحلة محلية و دولية، في حين تقاسمت الرحلات الأخرى شركات أخرى على غرار «أغل أزور» و«أر فرانس» و«أتلاس جات» (تركيا) و«نيوس» (إيطاليا). كما ساهم عدة ناقلين وطنيين (في المجال البحري والجوي) في التخفيف من معاناة المسافرين الجزائريين العالقين بمختلف المطارات العالمية . وخلال مدة الاضراب، أعربت بعض العائلات عن استيائها «لعدم توفير» المعلومات الضرورية لهم واصفين موقف ممثلي الخطوط الجوية الجزائرية الذين تجاوزتهم الأحداث في مرحلة تعرف اكتضاضا ب «المهين». وبمطار أورلي الباريسي، بلغ التذمر أوجه بين المسافرين في اليوم الرابع من الإضراب، الذي قرره مستخدمو الخطوط الجوية الجزائرية بدون إشعار مسبق، فقد بلغ بهم (المسافرون) الإعياء والتعب حدا لا يطاق أمام مكاتب التسجيل فضلا عن إحاطتهم بحزام أمني من الدرك الفرنسي . وكانت قد يوم الخميس إلى فتح الحوار مع العمال لكن في إطار القانون واحترامه بكل صرامة مشددة أنه ليس هناك مجالا «لأخذ الدولة والمواطنين رهائن». عودة النشاط إلى الحالة الطبيعية تدريجيا شهدت الوضعية المتأزمة التي يشهدها مطار هواري بومدين الدولي ومطارات دولية أخرى منذ يوم الإثنين الفارط جراء الإضراب الذي شنه مستخدمو الطيران التجاري تحسنا تدريجيا. واتخدت شركة الخطوط الجوية التي مرت بمرحلة مضطربة جدا جراء إضراب مستخدمي الطيران التجاري إجراءات خاصة لتسييرهذه الأزمة التي شلت اغلب طائراتها. ومن بين الحلول العاجلة التي اتخذتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية نقل مسافريها من مختلف المطارات الدولية (أوروبا أمريكا إفريقيا) باستئجار طائرات بما فيها طاقم الطائرة حيث تم تطبيق هذا الإجراء منذ مساء الأربعاء. كما لجأت شركة الخطوط الجوية إلى شركات الطيران الأجنبية لنقل ركابها دون شروط مع قبولها الغائها الرسوم التعريفية حسبما أكدته الشركة الوطنية في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء واليوم الثالث من إضراب مستخدمي الطيران التجاري. كما تم اتخاذ قرار استئجار طائرات «بكل طواقمها لدى شركات النقل» لتسيير هذه الازمة التي تثير انزعاج آلاف زبائن شركة الخطوط الجوية لا سيما في فرنساوالجزائر. تعليمات من أجل التكفل بالمسافرين بخصوص هذه المسألة أكدت شركة الخطوط الجوية الجزائرية أنه «تم اعطاء تعليمات لمكاتب تمثيل الشركة في الخارج من أجل التكفل بمسافريها». وبهدف رفع كل العراقيل التقنية والأمن المرتبطة بالاستغلال التجاري للفضاء الجوي الوطني لا سيما استغلال خطوط داخلية من طرف الشركات الأجنبية أشار بيان للشركة أن وزارة النقل «منحت ترخيصات للشركات الأجنبية للقيام برحلات اضافية عند الطلب». من جهة أخرى يساهم عدة ناقلين وطنيين (في المجال البحري والجوي) بالتشاور مع شركة الخطوط الجوية الجزائرية والسلطات الوطنية في تسوية هذه الوضعية في أقرب الآجال للتخفيف من معاناة الجزائريين العالقين بمختلف المطارات. وعليه وضعت شركة طاسيلي ايرلاينس تحت تصرف شركة الخطوط الجوية الجزائرية طائرة ك 400 لضمان النقل الداخلي وطائرتين ب 737 800 لضمان النقل من وإلى افريقيا. وفيما يتعلق بالمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين فقد سبق وأن ضمنت نقل قرابة 500 مسافر بين مارسيليا والجزائر العاصمة وبين أليكانت ووهران وبرشلونة والجزائر العاصمة عبر بالما دي مايوركا. بواخر مؤسسة النقل البحري للنجدة يتم نقل حوالي 586 مسافرا العالقين بالمطارات الأوروبية بسبب الإضراب الذي شنه مستخدمو الطيران التجاري للخطوط الجوية الجزائرية أول أمس على متن ثلاثة بواخر تابعة للمؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين حسبما حسبما علم لدى هذه المؤسسة. وغادرت الجزائر العاصمة أول أمس الخميس في حدود الساعة الثانية زوالا متوجهة إلى مرسيليا لنقل 294 مسافرا لم يتمكنوا من السفر على متن طائرات الخطوط الجوية الجزائرية. وفي إطار التكفل بمسافري الخطوط الجوية الجزائرية من المقرر أن يدمج 232 مسافرا آخرا «ظهيرة نفس اليوم» على متن الباخرة طارق بن زياد للالتحاق بالجزائر انطلاقا من مرسيليا. ويضم أسطول المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين حاليا 3 بواخر بامكان كل واحدة نقل 1300 مسافر ويتعلق الأمر بباخرة الجزاير ةة وطارق بن زياد و أريادن الذي تم استئجاره لدى شركة يونانية في إطار البرنامج الصيفي للمؤسسة . كما أشار الرئيس المدير العام للمؤسسة الوطنية للنقل البحري أنه حجز 60 مكانا على متن سفينة أريادن الذي يضمن الرحلات على خط وهران أليكانت لركاب الشركة الوطنية للخطوط الجوية.