لم تعد الرياضة هي السبب الحقيقي الذي يجعل البعض من ممارسيها وتحديدا الشباب يقبلون عليها في موسم الصيف، فقد تبيّن ل ''المساء'' في استطلاع لها أن السبب يعود أساسا إلى محاولة التخلص من الوزن الزائد خاصة مع كثرة المناسبات في هذا الموسم وكذا الاستجمام على الشواطئ وهي المناسبات التي تتطلب عادة قواما ممشوقا.. يتضاعف إقبال النساء في فصل الصيف على المراكز الرياضية لما يسببه الوزن الزائد لديهن من هواجس، لهذا تلجأ فئة واسعة منهن إلى المراكز الرياضية لممارسة مختلف أنواع الرياضة خاصة منها السباحة والإيروبيك. وتعترف شابة التقتها ''المساء'' بقاعة رياضة خاصة بمدينة الدارالبيضاء بأنها لا تحب الرياضة في الأساس وتهمل وزنها تماما كونها تحب الحلويات كثيرا، وباقتراب الصيف تشعر بندم كبير كونه فصل الأعراس والعطل والاستجمام. ''خلال الصيف أحب ارتداء الملابس الخفيفة ولكنها تظهر عيوب الجسد خاصة عندما أزاول السباحة لذلك أحرص على إنقاص وزني باللجوء إلى الرجيم والرياضة''، تقول الشابة. من جهتها، تستغل شابة أخرى عطلتها الصيفية لتلتحق بإحدى قاعات الرياضة لتصلح ما أفسدته المأكولات الجاهزة والوجبات السريعة التي لا تقاومها باقي أيام السنة وبشكل شبه يومي. وبالنسبة لها تعتبر الجلوس لساعات طويلة وراء المكتب دون حراك أهم أسباب وزنها الزائد، ضف إلى ذلك فشل محاولاتها المتكرّرة في إتباع حمية غذائية تساعدها على إنقاص بعض الكيلوغرامات من وزنها. الوجبات السريعة في قفص الإتهام يميل أغلب الناس إلى السمنة في فصل الشتاء بسبب طبيعة المأكولات المشبعة بالدهون في هذا الفصل، أما في فصل الصيف فيلجأون إلى ممارسة الرياضة أو إلى إتباع حميات قاسية لفقدان الوزن والظهور بجسم متوازن أكثر. وفي هذا السياق، تؤكد إحدى الموظفات بقولها: ''بالرغم من أنني كثيرا ما أتجاوز وجبة الغذاء بسبب ضغط العمل إلاّ أنني لا أتوانى عن قضم المكسرات والبسكويت والشوكولاطة التي لا تفارق مكتبي طيلة السنة الدراسية، ولمّا أصل إلى البيت أكون مهلكة من كثرة المهام كوني أعمل كاتبة مستشار التوجيه، وبما أن السنة الدراسية تنتهي بحلول الصيف فإني أتفطن لتلك الكيلوغرامات التي سببتها لي الحلويات ولكني لا ألجأ إلى الرياضة وإنما أتبع حمية لعلّي استرجع لياقتي المفقودة طوال موسم الشتاء..''. وفي نفس السياق دائما، تؤكد عاملة من القطاع شبه الطبي أن غالبية السيدات من معارفها لا يمارسن الرياضة، والسبب يعود لانعدام الوقت خاصة مع المسؤوليات المتزايدة للبيت والأولاد من جهة وعبء الوظيفة والمواصلات من جهة أخرى، لذلك فهي لا تجد وقتا لممارسة الرياضة.. أما خطتها في الصيف الحالي فتقتضي بالتخفيف من وزنها بإتباع رجيم قاس تحرم خلاله نفسها من أكل النشويات والمقليات والحلويات لعلّها تفقد من وزنها ما يمكّنها من ارتداء ملابس الأعراس براحة كبيرة ولا تنزعج من الترهلات.. ولذات السبب، يتقاطع رأي مواطنة أخرى تقول إنها إمرأة تحب الإهتمام بمظهرها وتدفع الكثير لأجل اقتناء الملابس، ولأنها تبالغ في تناول المأكولات الجاهزة والحلويات في فصل الشتاء فإن وزنها يزيد كثيرا بل إن طبيبها المعالج قد نصحها بالإنقاص من وزنها تفاديا للإصابة بأمراض هي في غنى عنها خاصة أنها لم تتجاوز بعد الثلاثين من عمرها، وبما أنها حاليا في عطلتها السنوية فقد قرّرت مضاعفة الفقرات الرياضية لأكثر من 4 فقرات في الأسبوع حتى تخسر وزنها بسرعة وتتمتع بملابسها الثمينة على حد قولها. وبالنسبة لإيمان، فإنها تؤكّد أن الصيف موسم الرياضة بلا منازع لعدم انشغالها بالدراسة، وتقول: ''لا أمارس الرياضة طوال السنة الجامعية لانشغالي بالدراسة والامتحانات إضافة لشعوري بالكسل، لكن خلال عطلتي الصيفية ألتزم بذهابي مرتين خلال الأسبوع لممارسة السباحة في المسبح شبه الأولمبي وأعتقد أن السباحة من أكثر أنواع الرياضة التي تشهد إقبالا كبيرا خلال الصيف وبالذات من الإناث''. صحيح، فالسباحة تعتبر مقصدا من طرف نسبة كبيرة من النساء والفتيات لأسباب كثيرة ومنها الإهتمام بالجسم المثالي الجميل والمحافظة على الصحة عن طريق ممارسة الرياضة على نحو سليم بتوجيهات من مشرف مطلع على أساسيات الممارسة الرياضية الصحيحة، هكذا ترى ''ح.م'' كما أشارت إلى إسمها طالبة في الرابعة جامعي تخصص محاسبة، مشيرة إلى أن الدروس تشكّل لها ضغطا كبيرا طوال السنة الدراسية، لذلك فهي تجد في العطلة الصيفية متنفسا وفرصة لابد من استغلالها، وتعتبر السباحة رياضة كاملة ''صحيح أن التردّد على البحر في فصل الصيف أمر ممتع ولكني لا أتمكن من السباحة فيه بالحجاب، لذلك فإن مزاولة السباحة في المسبح له ميزة خاصة بالنسبة لي كوني أجد راحتي في السباحة في وسط نسائي مغلق من جهة وحضور المدربة لإعطاء التوجيهات للاستفادة من الرياضة بطرق صحيحة أمر مهم للغاية من جهة ثانية. وتوافقها شابة أخرى متحصلة على ليسانس في الأدب الانجليزي فتقول: ''إننا لا نتفطن لأهمية الرياضة إلاّ بحلول فصل الصيف حينما نكتشف ما آل إليه جسمنا باكتسابه لكيلوغرامات زائدة، هنا فقط تبدأ الحساسية من ارتداء هذا الزي أو ذاك، وبما أننا نملك أوقات فراغ كثيرة مع قلة أماكن الترفيه الممكن قصدها دون البحر فإن التوجه للنوادي الرياضية يعتبر بالنسبة لي حلا مثاليا ليس فقط للحفاظ على الصحة وإنما للترفيه كذلك''، وتقول شابة أخرى: ''كما ترين أنا لا أعاني من وزن زائد ولكني هنا بالمسبح فقط لقتل الوقت لأني لا أقصد شاطئ البحر ولا أحب الأعراس والولائم لكثرة الازدحام فيها، لذلك فإني قمت بالتسجيل بداية الشهر الجاري بالمسبح يومي الأحد والأربعاء لمدة ساعتين في الفترة المسائية، كما سجلت بقاعة خاصة برياضة الإيروبيك يومي الإثنين والخميس، وهكذا أشغل نفسي بالرياضة التي هي صحة وترفيه''. ولشذى رأي مشابه، حيث تقول: ''أنا شابة تدرس في الجامعة، وأهم ما أطمح إليه هو الحصول على جسم مثالي وجميل أكثر من الصحة، خصوصا في فصل الصيف لأنني أعشق إتباع الموضة، أما في فصل الشتاء فأهمل جسمي تماما كوني أخفيه بالملابس الثقيلة والفضفاضة''. الرياضة قبل الصيف لإظهار جمال الجسد وكان ل''المساء'' لقاء مع الآنسة نجية بوديسة مدربة بقاعة الرياضة بالدارالبيضاء التي أبدت أسفها عن الكثيرين ممن لا يعون أهمية الرياضة ودورها الكبير في الحفاظ على الصحة النفسية والجسمية، ويرون أنه لا بد من مزاولتها قبل حلول الصيف لإظهار جمال الجسد من خلال الملابس الضيقة. وتضيف: ''ممارسة الرياضة لا تمنح الجسم الصحة فقط، بل القوام الأفضل لمظهر أفضل، فهي مفتاح التحكم في وزن الجسم كونها تساعد على حرق السعرات الحرارية الزائدة، وبالتالي تبقي الجسم دائما في وزن وشكل جيدين''. وتلفت إلى أن أكثر الشباب ذكورا وإناثا ممن يزاولون الرياضة بالمراكز والقاعات والمسابح لا يريدون الجسم السليم، بل كل ما يهمهم هو خسارة الوزن والحصول على الجسم الجميل، وهذا ليس خطأ بالنظر إلى نتائج هذا السلوك وانعكاسه على الصحة.