افتتح سهرة أول أمس ''الكينغ'' الطبعة السابعة من مهرجان جميلة العربي بسطيف، وسط حضور قوي للجمهور الذي قصد مدينة كويكول الأثرية، بحثا عن الصوت القوي والموسيقى الخفيفة والإيقاع العالمي. الإفتتاح كان بكلمات موجزة، الأولى ألقاها ممثل محافظة المهرجان، تحدث فيها عن طبعات المهرجان الست السابقة، مركزا على أهمية هذه التظاهرة في بعث منطقة جميلة، من خلال دفع مسار التنمية المحلية، وتنشيط الحركة التجارية، موجها الرسالة إلى الجميع أن الجزائر لا زالت بخيروستبقى بخير، أما كلمة والي ولاية سطيف عبد القادر زوخ فكانت موجزة، حيث اكتفى بتحية الحضور والإعلان الرسمي عن افتتاح فعاليات التظاهرة وقد أدت قلة كلام هذا المسؤول إلى تفاعل الجمهور. بعدها، انطلق المهرجان بأداء محلي متميز من تقديم الفرقة الفولكلورية ''ديوان عامر''، التي رسمت للجمهور إطارا زمنيا من خلال أداء طابع الصحراوي، بإيقاع ولباس تقليدي، وأضفت رقصات طفل رافق الفرقة وطلقات البارود على المكان جوا خاصا جدا، ليفسح بعدها المجال للمطرب المحلي سمير السطايفي، الذي أدى في عجالة بعضا من أغانيه التي رددها لسنوات محبي الأغنية السطايفية على غرار أغنية ''مول الشاش'' وغيرها، ليتم بعدها تكريمه على سنوات العطاء والبذل التي دافع فيها عن الأغنية المحلية التي كانت تدخل بيوت العائلات وتهذب العقول. بعد هذا، بدأ صبر جمهور كويكول ينفذ وهم ينتظرون دخول الشاب خالد، الذي أطل عليهم في حدود منتصف الليل وهو يرتدي عباءة ''الكينغ''، ودون مقدمات راح الملك باحترافية عالية يؤدي باقة من أغانيه القديمة والجديدة، فكان يسافر بالجمهور عبر موسيقاه العالمية التي امتزج فيها الطابع المحلي بالإفريقي والهندي والمغربي، فأنتج موسيقى كان لها وقع خاص على الجمهور، الذي إستمتع بالموسيقى وبكلمات الأغاني المؤداة خاصة القديمة منها التي أعادها الشاب خالد الذي حمس كثيرا الجمهور بطريقة تفاعله الفريدة من نوعها مع الأغاني، حيث فضل الجميع الوقوف والتفاعل مع أغاني''أنا المغبون، ''أنا العربي'' ،'' الشابة'' ،''مالها'''' وهران، وهران ''بختة''، ''عايشة'' وباقة من الأغاني الأخرى، ولم يكن دخول خالد كخروجه، وأصر الشباب عبر هتافاتهم على مواصلة الكينغ للغناء دون توقف، لتتختم بعدها السهرة الأولى من الطبعة السابعة بتكريم الكينغ والكاتب تامهاشت، والمسرحيين نبيل بن سكة وعيسى جيرار. جميلة (سطيف) - ل. عبد الباسط كواليس... - رغم استقطاب السهرة الإفتتاحية جمهورا قياسيا، إلا أن التنظيم الذي كلفت به هذه السنة شركة خاصة لم يكن في مستوى هذا الحضور القياسي، حيث قدم الجمهور من مختلف ولايات الوطن، خاصة الشرقية منها، وإن كان بعضهم قد تمكن من الدخول فإن الكثير منهم بقي خارجا. - حددت الجهات المنظمة سعر تذكرة الدخول لليلة الإفتتاحية بمبلغ 700 دج، وهو سعر يرى الكثير من الشباب وخاصة أبناء المنطقة بأنه في غير متناولهم، ورغم هذا فضل بعضهم إقتناء التذاكر من السوق السوداء، حيث وصل الثمن التذكرة 900دج. - أقر السيد بن تركي، مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام، بالصعوبات التي واجهتها الجهات المنظمة، في ضبط برنامج مهرجان جميلة العربي، وهذا لعدة أسباب أهمها الإضراب الذي عرفته شركة الخطوط الجوية الجزائرية. - تواصلت معاناة رجال الإعلام مع الشركة المكلفة بتنظيم المهرجان، حيث واجهها صعوبات حتى في الدخول لموقع جميلة الأثري، ناهيك عن الفوضى التي سجلت على مستوى الجناح المخصص لهم، مما صعب عليهم كثيرا العمل. - ما إن بدأ شباب كويكول في الهتاف بحياة الجزائر وترديد الشعار المعروف''وأن تو ثري فيفا لا لجيري'' ، حتى نهض والي سطيف من مكانه، متجردا من أية بروتوكولات، وراح ويتفاعل مع الجمهور ويحييه بحرارة. ؟ بحكم تدشين مقر أمن بالدائرة مؤخرا من قبل اللواء هامل، تم لأول مرة إسناد مهمة تأمين مهرجان جميلة لمصالح الأمن الوطني، وقد سخرت المصالح المعنية حوالي 1000 شرطي لتأمين العملية، ويبقى الرهان والتحدي إلى آخر يوم من المهرجان.