توج الفريق الوطني العسكري الجزائري لكرة القدم، في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس السبت، باللقب العسكري العالمي، بعد فوزه على نظيره المصري، بهدف لصفر في المباراة النهائية للطبعة الخامسة من الألعاب العسكرية العالمية التي تحتضن فعالياتها مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية. وسُجل الهدف الوحيد للمباراة عن طريق المهاجم سيد أحمد عواج في الدقيقة 17 من الشوط الأول، ليضع بذلك رفاق هذا الأخير حدا لسيطرة الفراعنة على هذه المنافسة. وبهذا التتويج يكون الفريق الوطني العسكري الجزائري قد حقق إنجازا تاريخيا يعد الأول في سجله، كما أنه يكتسي أهميته لكونه جاء على حساب حامل اللقب الذي كان يمني النفس في الحفاظ عليه، بعد أن جند ترسانة من كبار لاعبي الدوري المصري بقيادة النجم الأول في مصر شيكابالا (لاعب الزمالك) وعبدالملك أحمد عيد، الذي سقط في نهاية المطاف في شرك العنف الذي عكر أجواء تتويج كان الفائز فيه عربيا بالدرجة الأولى، وذلك من خلال موقفه السلبي واللارياضي باعتدائه على أحد عناصر المنتخب الجزائري، في وقت كان فيه أبناء مهداوي يحتفلون على طريقتهم الخاصة بهذا اللقب، حيث انجر عن ذلك الفعل المشين حدوث مشادات بين اللاعبين من الجانبين. كما تكمن أهمية هذا التتويج في كون المنتخب الوطني العسكري، قد تفوق -أيضا- على منتخب البرازيل الذي رضخ لمنطق كتيبة مهداوي، دون أن يصدر من لاعبيه أي تصرف مشين يسئ لسمعته أو يقلل من فوز خصمه، بل إن لاعبي البرازيل اعترفوا بأن الكرة قد اختارت الأحسن والأكثر انضباطا واستقامة فوق الميدان. وقد ترك المنتخب الجزائري انطباعات جيدة، وكان محط إعجاب الجمهور البرازيلي الذي هضم بسرعة تلك المرارة التي تركتها هزيمة منتخب ''السامبا'' أمام ''الخضر'' الذين كان مشوارهم متناسقا بل وكانوا أكثر انضباطا على امتداد مباريات الدورة، الى درجة أن النقاد رشحوهم -من البداية- لتبوء مكانة مرموقة في البطولة، ونبهوا خصومهم من أن الجزائريين سيكونون رقما صعبا في معادلة اللقب. أما بخصوص المباراة النهائية أمام المنتخب المصري، فقد انتهج فيها ''الخضر'' خطة تكتيكية مدروسة من البداية، وناوروا على طريقتهم في منطقة الخصم، فأجادوا الكر والفر، كونهم يعرفون نفسية اللاعبين المصريين بحكم الاحتكاك الدائم والمتواصل بين الأندية والمنتخبات الجزائرية والمصرية، فاستغلواعقدة التفوق ووظفوها إلى درجة أن رفاق ''شيكا'' دخلوا المباراة بحسابات ضيقة، التي -ربما- زادت من حدة الضغط المفروض عليهم كعسكريين لا يجب عليهم التهاون في أية معركة يرغمون على خوضها، وهم الذين يبحثون عن انتصار يكرسون به هيمنتهم على هذه المنافسة، التي يحملون آخر ألقابها والتي لا يريدون أن تضيع منهم، لاسيما إذا كان الخصم أوالمنافس يدعى المنتخب الجزائر، الذي كبر حلمه في التتويج منذ أن حيد منتخب البرازيلي، وبات همه الوحيد وهو على بعد90 دقيقة من الكأس، العمل على تجسيد هذا الحلم. وقد جاء هدف عواج في الدقيقة 17 من كرة عرضية قاتلة، ليصنع الفارق في التكتيك وكان رد فعل رفاق شيكابالا يتسم بالفوضى والارتجال، بينما حافظ ''الخضر'' على هدوئهم الذي ساعدهم على تسيير المباراة دقيقة بدقيقة ولقطة بلقطة إلى غاية انتهاء المواجهة بفوز منطقي لم يرض به عبدالملك أحمد عيد. تجدر الاشارة إلى أن الفريق الوطني العسكري تأهل الى المباراة النهائية للدورة على حساب منتخب البرازيل (مستضيف الدورة) بالضربات الترجيحية (4-1) في اللقاء نصف النهائي الذي جمعهما يوم الخميس، بعدما انتهت المباراة في وقتها الرسمي بنتيجة التعادل(0-0). بدوره تأهل الفريق الوطني العسكري المصري إلى الدور النهائي بعد تغلبه على نظيره القطري ب(5-0).