لم تظهر أية بوادر لعودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى بلاده رغم مغادرته المستشفى العسكري بالعاصمة السعودية الرياض شهرين منذ نقله إلى هناك في حالة حرجة بعد تعرضه لحروق خطيرة في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء وأدى إلى مقتل 11 شخصا من مقربيه. وكشف مصدر سعودي أن ''الرئيس صالح غادر المستشفى مساء السبت بعد تلقيه العلاج الضروري وتم نقله إلى إقامة مؤقتة لقضاء فترة نقاهة بالعاصمة الرياض''. ولم يفصح المصدر السعودي الذي رفض الكشف عن هويته عن مدة فترة النقاهة وإن كانت ستطول أم لا. وأكد مصدر يمني في الرياض مغادرة الرئيس صالح للمستشفى ونقله إلى إحدى الإقامات بالعاصمة السعودية لكن استبعد عودة قريبة للرئيس صالح إلى بلاده. وقال إن ''الرئيس غادر المستشفى بعد تحسن وضعه الصحي وسيمضي فترة نقاهة في الرياض كونه لا يزال يعاني من مشاكل صحية على مستوى رجليه''. وأضاف ''عودة صالح إلى اليمن مستبعدة في الوقت الراهن''. غير أن وزير الإعلام اليمني عبدو الجنادي لم يؤكد مغادرة الرئيس صالح المستشفي واكتفى بالقول إنه لا يزال يواصل علاجه في الرياض. وأضاف انه عندما يسمح له فريقه الطبي بالعودة إلى الوطن سيعود. وكان الرئيس صالح الذي يحكم اليمن منذ 33 عاما قد أصيب بجروح خطيرة وحروق على مستوى الوجه والصدر بعد تعرضه لهجوم بالقنبلة استهدف المسجد الرئاسي أثناء أداء صلاة الجمعة في الثالث جوان الماضي نقل على إثرها على جناح السرعة إلى العربية السعودية لتلقي العلاج. وهو الهجوم الذي أدى أيضا إلى مقتل 11 من معاونيه من بينهم الوزير الأول علي محمد مجاور ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغاني اللذين لا يزالان يواصلان العلاج بالمملكة. وكان الرئيس صالح ظهر لأول مرة على شاشة التلفزيون اليمني منذ الهجوم في السابع من جويلية الماضي وأثار حروق في الوجه والضمادات تغطي يديه. ومع مرور كل يوم على بقاء علي عبد صالح في السعودية لتلقي العلاج تزداد الشكوك حول إمكانية عدم عودته إلى البلاد خاصة وأن معارضيه سارعوا ومنذ اليوم الأول لنقله إلى الرياض إلى استغلال غيابه والعمل على التحضير لمرحلة ما بعد صالح. وهي قناعة تترسخ أكثر بعد مطالبة جون برنان مستشار الرئيس الأمريكي خلال زيارته صالح بالمستشفى بالتوقيع على المبادرة الخليجية التي نصت على نقل سلمي للسلطة وتنحي صالح عن الحكم. وكان الرئيس اليمني رفض التوقيع على هذه المبادرة لخمس مرات متتالية مما أدى إلى إجهاضها ورفع دول مجلس التعاون الخليجي يدها عن الأزمة اليمنية المستفحلة منذ عدة أشهر. غير أن معطيات اللعبة تغيرت منذ الهجوم الذي تعرض له واضطره إلى مغادرة البلاد مما ترك الباب مفتوحا أمام أحزاب اللقاء المشترك المعارضة للتحرك في اتجاه جعل عودة الرئيس المصاب أمر صعب.