أعلنت المعارضة اليمنية أمس أنها تعمل من أجل منع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي نقل على جناح السرعة إلى المملكة العربية السعودية للعلاج بعد إصابته في هجوم صاروخي الجمعة الأخير من العودة إلى البلاد.وقال محمد قحطان المتحدث باسم ائتلاف أحزاب اللقاء المشترك المعارضة ''أن تواجد الرئيس صالح في العربية السعودية للعلاج يشكل بالنسبة لنا بداية نهاية هذا النظام الظالم والفاسد''. وأضاف ''نعمل كل ما في وسعنا لمنع عودته إلى اليمن''. واعتبر قحطان أن الرئيس صالح ''انتهى سياسيا منذ مدة وهو يحاول البقاء بالقوة وعن طريق ممارسة العنف''. واستغلت المعارضة اليمنية غياب الرئيس صالح ليباشر قادتها لقاءات مع عدد من الدبلوماسيين الغربيين في صنعاء على غرار سفير الولاياتالمتحدة في صنعاء جيرالد فيرستين وممثل الاتحاد الأوروبي في مسعى للبحث عن دعم دولي لها في مواجهة النظام القائم. وكان السفير الأمريكي أجرى لقاء مع عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني الذي تولى مهام رئاسة البلاد مؤقتا، حيث تباحث معه حول أهمية تعاون المعارضة في تسوية الأزمة المستفحلة في البلاد. وردا على ذلك أكد المتحدث باسم المعارضة النيابية أن هذه الأخيرة مستعدة للتعاون مع عبد ربه ولكنه أوضح أن المشكل يكمن في معرفة إذا كان أبناء الرئيس صالح مستعدين لتسليم السلطة لنائب الرئيس أو لا. وكان الرئيس علي عبد الله صالح أصيب رفقة عدد من المسؤولين اليمنيين بجروح على مستوى الرأس والرقبة اثر هجوم بقذائف صاروخية استهدف المقر الرئاسي بالعاصمة صنعاء أثناء صلاة الجمعة الماضية. ووجهت أصابع الاتهام فيه إلى الزعيم القبلي المنشق الصادق الأحمر وخلف الهجوم مصرع 11 شخصا وإصابة 124 آخرين. وهو ما استدعى نقل الرئيس صالح إلى احد مستشفيات المملكة العربية السعودية من اجل تلقي العلاج في وقت تمر فيه البلاد بحالة من الفوضى ازدادت حدتها منذ فشل الوساطة الخليجية في احتواء المعضلة اليمنية. وأكد مصدر سعودي رفض الكشف عن هويته على وصول صالح إلى العاصمة الرياض بهدف العلاج وبأنه سيعود إلى اليمن بعد شفائه. ولكن مغادرة الرئيس اليمني البلاد واستمرار الغموض من حولها فتح المجال أمام طرح سيناريوهات مختلفة بحيث هناك من يعتبر أن صالح يكون قد فر إلى السعودية بعد أن استشعر خطورة مواصلته القبضة مع المعارضة والمتظاهرين الرافضين له. وبني هذا الفريق تصوره لو كانت إصابات صالح خفيفة كما أعلنت الرئاسة اليمنية فلماذا لا يعالج في اليمن. وهناك من يرى أن الرئيس صالح يمكن أن يكون قد أصيب بجروح خطيرة وهو ما استدعى نقله إلى الرياض السعودية لتلقي العلاج اللازم وسيعود إلى ارض الوطن مباشرة بعد تحسن وضعيته الصحية. واحتفل شباب الثورة الذين يقودون المظاهرات المناهضة لنظام الرئيس صالح منذ أربعة أشهر بمغادرة الرئيس صالح إلى السعودية واعتبروا ذلك بمثابة ''سقوط للنظام''. وهتف المئات من المتظاهرين المحتشدين في ساحة الاعتصام فى صنعاء ''حرية حرية اليوم عيد الحرية''. ونفس المشهد عاشته محافظة تعز معقل المحتجين بجنوب غرب البلاد حيث خرج المئات من المتظاهرين للاحتفال بما اعتبروه سقوط النظام مرددين هتافات ''حرية حرية، علي هرب''. وبنفس درجة الضبابية التي تشوب المشهد السياسي اليمني تستمر درجة التوتر الأمني في هذا البلد حيث قتل أربعة من عناصر الحرس الجمهوري وثلاثة مسلحين في مواجهات عنيفة نشبت بين الجانبين بمدينة تعز. وقتل تسعة جنود يمنيين في كمينين مساء أول أمس نصبا من قبل عناصر تنظيم القاعدة في محيط مدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر عليها التنظيم. وأعلن مسؤول عسكري أن ''قافلة عسكرية تعرضت لكمين في منطقة دوفس جنوب زنجبار مما أدى إلى مقتل ستة جنود بالإضافة إلى خسائر كبيرة فى العتاد''. وأوضح أن القافلة قدمت من مدينة عدن الجنوبية لتعزيز القوات المحاصر من قبل عناصر القاعدة فى زنجبار عاصمة محافظة أبين. وتلى الكمين كمين ثان استهدف قافلة أخرى في منطقة الكود مما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود آخرين وإصابة ستة بجروح. وقتل عشرات العسكريين والمدنيين إضافة إلى عدد من عناصر القاعدة في مواجهات مستمرة بين التنظيم والقوات الأمنية منذ السيطرة على مدينة زنجبار قبل أكثر من أسبوع.