بدأت الشكوك تحوم حول حقيقة الوضع الصحي للرئيس اليمني علي عبد الله صالح رغم أن تقارير طبية سابقة سبق وأن أكدت تجاوزه مرحلة الخطر بعد العملية الجراحية التي أجريت له إثر إصابته في الهجوم الذي استهدف قصره الرئاسي بالعاصمة صنعاء في الثالث جوان الجاري وأدى إلى إصابته ومقتل عدد من مرافقيه. وكشف مصدر يمني في الرياض أن الوضعية الصحية للرئيس صالح لا تزال متدهورة ولا يزال يتلقى العلاج في أحد مستشفيات المملكة وفي وقت تزايد فيه الجدل في صنعاء حول عودته إلى اليمن من عدمها. وقال المصدر الذي رفض الكشف عن هويته ''بحسب المعلومات التي بحوزتنا الحالة الصحية للرئيس صالح لا تزال متدهورة خاصة وانه يعاني من صعوبات في التنفس''. وجاءت هذه المعلومات على عكس ما صرحت به السلطات اليمنية التي أكدت سابقا أن الرئيس صالح تماثل سريعا للشفاء وفي وقت نفت فيه السلطات السعودية أي تدهور في صحته. لكن ومنذ تعرض الرئيس صالح لهذا الهجوم في الثالث جوان الجاري والذي أدى إلى مقتل 11 شخصا من مقربيه وإصابة 124 آخرين لم يتم بث أي صورة له أو تصريح مما فتح الباب واسعا أمام إشاعات مختلفة بأن حالته الصحية خطيرة ولن يعود إلى أرض الوطن. للإشارة فإن من بين المسؤولين اليمنيين الذين أصيبوا في ذلك الهجوم الوزير الأول علي محمد مجاور ورئيس البرلمان عبد العزيز عبد الغاني اللذان لا يزالان يلتقيان العلاج في السعودية. وأكد نفس المصدر أن حالتهما الصحية متدهورة بعد أن أصيبا بحروق من الدرجة الثالثة مما أدى إلى فقدهما البصر. وأدى غياب الرئيس صالح وعدد من رموز نظامه والذي يتوقع أن يطول إلى تعقيد المشهد السياسي في اليمن المتوتر أصلا أثر استمرار القبضة الحديدية بين المحتجين المصرين على ضرورة عدم عودته ونظامه المصر على البقاء. وخلفت موجة الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها مختلف مدن اليمن منذ شهر جانفي الماضي إلى سقوط ما لا يقل عن 200 متظاهر. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد حيث عاد فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية والذي يتخذ من اليمن معقلا له ليضرب بقوة ليزيد من تعقيد الوضع في هذا البلد. فقد قتل عشرة جنود يمنيين و21 عنصرا من مقاتلي التنظيم في مواجهة مسلحة نشبت أمس بين الجانبين في محافظة أبين معقل المسلحين في جنوب البلاد. وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية عن اندلاع معارك ضارية بين القوات النظامية ومقاتلي هذا التنظيم في منطقة زنجبار عاصمة محافظة أبين مما أسفر عن مقتل تسعة جنود و18 مسلحا. بينما قتل جندي آخر ولقي ثلاثة مسلحين مصرعهم في كمين نصبته القاعدة بمدينة لودر الواقعة 120 كلم من زنجبار. وبين الغموض الذي يشوب الوضع السياسي في اليمن منذ إصابة الرئيس عبد الله صالح وذهابه إلى الرياض للعلاج وتنامي نشاط تنظيم القاعدة يبقى اليمن يتخبط في دوامة عنف يدفع ثمنها الأبرياء من أبناء شعبه.