أصبحت دار الطفولة المسعفة الكائن مقرها ببلدية بكارية، التي تبعد عن مقر عاصمة الولاية تبسة ب 12 كلم، فضاء للتآزر والتضامن ومكانا مفضلا لاحتضان فئة بأمس الحاجة إلى الدفء العائلي، بسبب الظروف الاجتماعية القاسية، هي فئة الطفولة المسعفة التي تستحق أن تشعر بأنها تصوم شهر رمضان الكريم وسط الدفء العائلي والأمان الذي تبحث عنه. ويجتهد عمال دار الطفولة والقائمون عليها ليتمتع نزلاء مركز الطفولة المسعفة بتبسة بنكهة شهر الصيام مثلهم مثل الأطفال العاديين. وتضم دار الطفولة المسعفة ببكارية حوالي 60 طفلا منهم حوالي 25 نزيلا يصومون، وقد سطر القائمون على تسيير المركز برنامجا ثريا في شهر رمضانو يتمثل في تنويع الوجبات لتكون كاملة بدءا بالتمر والحليب وشوربة الفريك والبوراك، مرورا بالطبق الرئيسي الذي يحتوي على اللحوم إلى غاية السلطات، المشروبات، التحلية والفواكه. ويعمل على إعداد هذه الوجبات طباخون ماهرون. أما في السهرة، فتبرمج سهرات رمضانية للمقيمين تشمل متابعة البرامج التلفزيونية وتنظيم حفلات، ويتم إثرها تقديم المكسرات، الشاي والحلويات كالزلابية البقلاوة والقراطس وقلب اللوز... وغيرها، حيث تتواصل هذه السهرات إلى أن يحين وقت السحور ليتناولوا سحورهم ثم ينامون، كما أن هناك مصلى ليتمكن المقيمون من أداء صلاتهم. هي مجهودات معتبرة يقوم بها العمال تجاه هذه الفئة التي تحتاج لأن تنعم بنكهة شهر الرحمة والغفران، وحسب ما أكده السيد مصطفى درار نائب مدير المؤسسة ل"المساء" فإن بعض العمال تناولون وجبة الفطور مع هؤلاء الأطفال تلبية لنداء واجب العمل، كونهم يريدون أن يشعر نزلاء الدار بالجو الأسري الذي من شأنه أن يرحمهم من الانطواء والحرمان من دفء العائلة عملا بالقول " إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".